قراءة في استراتيجيات الصراع العربي الاسرائيلي| في مقال نُشر مؤخرًا على الموقع الإسرائيلي إسرائيل هيوم، ناقش البروفيسور أفي برالي الفكرة التي يطرحها حول استراتيجيات إدارة الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني. يرى برالي أن الخيار الذي يقوده نتنياهو يعتمد على “حياة السيف” والعيش في حالة مستمرة من الاستنزاف العسكري دون أية رؤية سياسية واضحة. هذا النهج، بحسب رأيه، سيؤدي إلى تكاليف باهظة تشمل التنازل عن الأسرى، وتدمير الاقتصاد الإسرائيلي، والعزلة الدبلوماسية. بالنسبة له، تلك السياسة هي ما يشبه “إسرائيل الأسبرطية”، مشيرًا إلى الانغماس في عقلية حربية بلا نهاية أو هدف سياسي واضح.
فشل القوة العسكرية وحدها
يشير برالي إلى أن استخدام القوة العسكرية وحدها لتحقيق الأمن هو استراتيجية قصيرة النظر. صحيح أن القوة العسكرية ضرورية، ولكنه يعتقد أن هذا النهج لا يمكنه توفير الأمن على المدى الطويل. هذه الاستراتيجية تُغرق إسرائيل في حرب غير متكافئة، تتطلب السيطرة المباشرة على ملايين الفلسطينيين وتشعل دورة من التصعيد المستمر. يعتقد برالي أن تكرار التصعيد والحروب دون إيجاد حل سياسي سيؤدي إلى انهيار إسرائيل اقتصاديًا وعزلها دوليًا.
اقرأ أيضًا:
- هل حمل خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة إشارة مبطنة لـ اغتيال حسن نصر الله؟
- كتاب موسى والتوحيد| رحلة فرويد بين الدين وعلم النفس
- مسلسل فوضى اليهودي الحلقة 1| פאודה עונה 1 פרק 1
مفتاح الحل| تحالف دولي واستبدال حماس
يقدم برالي بديلاً عن النهج العسكري البحت الذي يتبعه نتنياهو. يقترح الاستفادة من الانتصارات العسكرية لتعزيز تحالف دولي يمكن من خلاله استبدال حركة حماس في غزة بسلطة فلسطينية معتدلة. يؤكد أن وجود السلطة الفلسطينية هو المفتاح الذي سيمكن من دخول الأطراف الدولية والإقليمية لإنهاء الحرب وخروج الجيش الإسرائيلي من غزة. ويرى أن التفاهم مع السلطة الفلسطينية – رغم عيوبها – هو أفضل خيار لإسرائيل من الغرق في المستنقع الغزاوي الذي لا نهاية له.
إيران: التهديد الحقيقي
يعارض برالي الرؤية التي ترى في إيران الدافع الأساسي لتوسيع الحرب. يوضح أن الحروب الطويلة ليست في صالح إسرائيل، بل تصب في مصلحة أعدائها. إذا استمرت إسرائيل في حروب استنزاف متعددة الجبهات، فإن ذلك سيضعفها ويمنعها من التركيز على التهديد الإيراني الرئيسي. ومن خلال هذه الفوضى، تعزز إيران موقعها في الضفة الغربية وتستغل الصراع لصالحها.
الخلاصة
يختتم برالي مقالته بالتحذير من الانجراف في حرب استنزاف طويلة الأمد، مشيرًا إلى أن الحل يكمن في استغلال الفرص السياسية لتحقيق الاستقرار والأمن. يرى أن المفتاح الحقيقي للنصر يكمن في تحقيق سلام دائم وآمن حقيقي للمواطنين الإسرائيليين، وليس في الانغماس في صراعات عسكرية لا نهاية لها.