هل حمل خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة إشارة مبطنة لـ اغتيال حسن نصر الله؟

هل حمل خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة إشارة مبطنة لـ اغتيال نصر الله؟
هل حمل خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة إشارة مبطنة لـ اغتيال نصر الله؟

هل حمل خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة إشارة مبطنة لـ اغتيال حسن نصر الله؟| خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قدّم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطابًا اعتاد فيه استخدام تقنيات معروفة تميّز ظهوره الإعلامي. لكنه في هذه المناسبة، بدت عليه علامات غير معتادة، حيث أظهرت لغة جسده علامات تعب وتوتر، ما أثار تساؤلات حول مدى يقينه بقراراته ومواقفه السياسية، خصوصًا فيما يتعلق بالمواجهة مع حزب الله وزعيمه حسن نصر الله.

لغة جسد نتنياهو تثير التساؤلات حول اغتيال حسن نصر الله

نتنياهو، المعروف بقدرته على التأثير من خلال لغة جسده وعرض أفكاره بقوة، بدا خلال هذا الخطاب وكأنه يحاول إقناع نفسه بصدق كلماته. على الرغم من أن الحركات المعتادة كانت موجودة، إلا أن الطاقة والحيوية التي غالبًا ما كانت ترافقه غابت هذه المرة. الخطاب كان ميكانيكيًا، وكأن نتنياهو يؤدي مهمة روتينية بلا شغف أو اقتناع.

اقرأ أيضًا:

العوامل الداخلية والخارجية

يبدو أن التوترات الداخلية في إسرائيل والاختلافات السياسية مع الولايات المتحدة قد أثّرت على نتنياهو، مما جعله في حالة من عدم اليقين حول مستقبله السياسي وخطواته التالية. رغم حديثه عن “معركة مشروعة” وحدود حمراء لا يمكن التنازل عنها، قضى نتنياهو وقتًا طويلًا في انتقاد الأمم المتحدة والتوجهات الفلسطينية، بينما لم يخصص سوى القليل من الوقت لشرح رؤيته حول كيفية إنهاء هذه الصراعات.

التفكير في المستقبل وميراث نتنياهو السياسي

أحد الجوانب البارزة في خطاب نتنياهو كان إشارته إلى خططه بشأن المملكة العربية السعودية. هذا الموضوع لا يشير فقط بحسب صحيفة معاريف إلى الرغبة في تحقيق السلام مع العالم العربي، بل يعكس أيضًا تفكير نتنياهو في إرثه السياسي. يبدو أن نتنياهو، مثل العديد من الزعماء الذين يسعون إلى الشهرة التاريخية، يسعى لتأكيد دوره كقائد تاريخي. في ظل الخسائر- بحسب الصحيفة- التي شهدتها إسرائيل في الصراع مع حزب الله، بدأ نتنياهو في التفكير في كيفية الحفاظ على إرثه وتحديد مكانه في التاريخ.

الاتفاق مع السعودية| محور جديد في سياسات نتنياهو

من الواضح أن نتنياهو يرى في اتفاق سلام مع السعودية فرصة لإعادة تعريف دوره كقائد تاريخي للمنطقة. هو يعتبر أن هذا الاتفاق سيكون “محورًا رئيسيًا في التاريخ”، وهو ما يجعله يسعى لتقديم نفسه كقائد استطاع جلب السلام بين إسرائيل والعالم العربي. هذه الرؤية ليست جديدة على نتنياهو، حيث ظل يسعى لتحقيق هذا الهدف منذ سنوات، لكن تركيزه المتزايد عليها الآن يعكس رغبته في ترك بصمة تاريخية.

الخلاصة| هل يخطط نتنياهو لتغيير استراتيجي؟

في نهاية المطاف، يبدو أن نتنياهو يعيش حالة من التردد حول خطواته المستقبلية، سواء في التعامل مع حزب الله أو في تحقيق أهدافه السياسية الكبرى. الخطاب الذي ألقاه في الأمم المتحدة أظهر قائدًا مرهقًا ومترددًا، لكن في نفس الوقت، متمسكًا برؤية تاريخية يرى أنها ستحدد إرثه كقائد سياسي يحقق الرؤية الصهيونية لتمكين اليهود في الشرق العربي.

المسألة الأساسية الآن هي: هل سيتمكن نتنياهو من تحقيق هذه الرؤية، أم أن التحديات الداخلية والخارجية ستقف عائقًا أمامه؟

عن عزيزة زين العابدين

مترجمة لغة عبرية، وباحثة في الشئون الإسرائيلية في تخصص تحليل الخطاب السياسي الإسرائيلي.

شاهد أيضاً

القوة العسكرية وحدها لا تكفي| قراءة في استراتيجيات الصراع العربي الإسرائيلي

القوة العسكرية وحدها لا تكفي| قراءة في استراتيجيات الصراع العربي الاسرائيلي

القوة العسكرية وحدها لا تكفي| قراءة في استراتيجيات الصراع العربي الإسرائيلي