أبشع جريمة في تاريخ البشرية: قصة محظية اللاوي في العهد القديم

أبشع جريمة في العهد القديم: قصة محظية اللاوي

أبشع جريمة في تاريخ البشرية

أبشع جريمة في تاريخ البشرية قصة محظية اللاوي في العهد القديم: من هول بشاعة القصة، جاء في العهد القديم أنها: “لَمْ يَكُنْ وَلَمْ يُرَ مِثْلُ هذَا مِنْ يَوْمِ صُعُودِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ.” (القضاة 19: 30).

تم ذكر هذه القصة في سفر القضاة (19- 21)، وتعرف في اللغة العبرية بـ “פִילֶגֶשׁ בַגִּבְעָה” أي السرية في قرية جبعة، وتعني كلمة “سرية” محظية أو جارية، وتدور حول لاوي من جبل إفرايم يجد نفسه هو ومحظيته في جبعة، وهي قرية تابعة لسبط بنيامين، حيث يستضيفه رجل من جبل إفرايم أيضًا في بيته هو ومحظيته وغلامه.

بعد أن يعلم بني بيلعال من أهل القرية بوجود غريب في بيت الرجل الإفراتي، يطالبونه بإخراج هذا الغريب، لكي يمارسون معه اللواط، إلا أن صاحب البيت يرفض إخراج الرجل قائلاً: “لا يَا إِخْوَتِي. لاَ تَفْعَلُوا شَرًّا. بَعْدَمَا دَخَلَ هذَا الرَّجُلُ بَيْتِي لاَ تَفْعَلُوا هذِهِ الْقَبَاحَةَ، هُوَذَا ابْنَتِي الْعَذْرَاءُ وَسُرِّيَّتُهُ. دَعُونِي أُخْرِجْهُمَا، فَأَذِلُّوهُمَا وَافْعَلُوا بِهِمَا مَا يَحْسُنُ فِي أَعْيُنِكُمْ. وَأَمَّا هذَا الرَّجُلُ فَلاَ تَعْمَلُوا بِهِ هذَا الأَمْرَ الْقَبِيحَ».

وبالفعل يسلم لهم محظية اللاوي، التي يغتصبونها بشكل وحشي حتى الصباح، ثم يطلقوها عند الفجر، وعندما فتح اللاوي باب البيت وجدها عند عتبة البيت جثة هامدة، فأخذها على حماره وعاد إلى مكانه، ودخل بيته، ثم أخذ سكينًا وقطع محظيته بعظامها إلى اثنتي عشر قطعة، وأرسلها إلى جميع أسباط إسرائيل.

إقرأ أيضًا: أربعة طرق للإعدام في اليهودية

نتيجة لهذا اجتمعت الأسباط على قلب رجل واحد، وخاضوا حربًا ضد سبط بنيامين، حيث طالبوا سبط بنيامين بتسليم بني بيلعال، الذين ارتكبوا هذا العمل المشين ” لِكَيْ نَقْتُلَهُمْ وَنَنْزِعَ الشَّرَّ مِنْ إِسْرَائِيلَ”، وعندما رفض بنو بنيامين تسليمهم، ذبحوا في هذه الحرب جميع سبط بنيامين، فيما عدا ستمائة رجل فقط، والذين استطاعوا الهروب، كما أقسموا على ألا يعطي أحد منهم ابنته لسبط بنيامين.

إلا أنهم شعروا بالندم بعد ذلك، لأنهم سوف يتسببوا في هلاك سبط بأكمله، قائلين: “قَدِ انْقَطَعَ الْيَوْمَ سِبْطٌ وَاحِدٌ مِنْ إِسْرَائِيلَ”؛ لذا، ومن أجل الالتفاف على الأمر، أرسلوا لهم لكي يذهبوا ويختطفوا من بنات يابيش جلعاد العذارى، لأنهم لم يخوضوا الحرب معهم، ولم يكونوا في القسم، كما جاء في (القضاة 21: 20- 22):

“امْضُوا وَاكْمِنُوا فِي الْكُرُومِ. وَانْظُرُوا. فَإِذَا خَرَجَتْ بَنَاتُ شِيلُوهَ لِيَدُرْنَ فِي الرَّقْصِ، فَاخْرُجُوا أَنْتُمْ مِنَ الْكُرُومِ وَاخْطِفُوا لأَنْفُسِكُمْ كُلُّ وَاحِدٍ امْرَأَتَهُ مِنْ بَنَاتِ شِيلُوهَ، وَاذْهَبُوا إِلَى أَرْضِ بَنْيَامِينَ.فَإِذَا جَاءَ آبَاؤُهُنَّ أَوْ إِخْوَتُهُنَّ لِكَيْ يَشْكُوا إِلَيْنَا، نَقُولُ لَهُمْ: تَرَاءَفُوا عَلَيْهِمْ لأَجْلِنَا، لأَنَّنَا لَمْ نَأْخُذْ لِكُلِّ وَاحِدٍ امْرَأَتَهُ فِي الْحَرْبِ، لأَنَّكُمْ أَنْتُمْ لَمْ تُعْطُوهُمْ فِي الْوَقْتِ حَتَّى تَكُونُوا قَدْ أَثِمْتُمْ». والغريب في الأمر أن هذا اليوم أصبح فيما بعد “عيد الحب اليهودي“، والمعروف عند اليهود بـ “تو بآف”، والذي يعد رمزًا للخصوبة والحب.

إقرأ أيضًا: اليوم عيد الحب اليهودي “تو بآف” فما قصته؟

أبشع جريمة في تاريخ البشرية دعاية للملك شاؤول

يرى نقاد العهد القديم أن القصة بأكملها دعاية رمزية ضد “الملك شاؤول”، والمعروف بـ “طالوت” في القرآن الكريم، لصالح الملك داود، حيث من الممكن أن يكون محرر هذا النص ينتمي إلى بيت داود.

كما برر بعض المفسرين اليهود هذه القصة المخزية، بأن الفوضى كانت قد انتشرت نتيجة عدم وجود ملك في إسرائيل، حيث جاء في نهاية القصة: “فِي تِلْكَ الأَيَّامِ لَمْ يَكُنْ مَلِكٌ فِي إِسْرَائِيلَ. كُلُّ وَاحِدٍ عَمِلَ مَا حَسُنَ فِي عَيْنَيْهِ.” (القضاة 21: 25). فيما يرى بعض المفسرين اليهود في رأي غريب، أن القصة عمل إيجابي، تصف وحدة إسرائيل في محاربة الشر، رغم أن البعض يعدها أبشع جريمة في تاريخ البشرية.

العنف في العهد القديم

يحتوى العهد القديم على العديد من المشاهد التي تتخد منهج ومنحنى عنيف مثل سرد الأنشطة العنيفة التي قام بها بني إسرائيل في صراعهم مع غير اليهود. بالإضافة للصراعات الأهلية والتمييز بين البشر على أساس عنصري قومي.

قد يظهر العنف في العهد القديم في القصص أو الأشعار أو أوامر الرب سواء الأوامر بالقتل والعنف والحرب ضد عدد من الفئات أو بإدانة العنف ضد فئات أخرى، فقد يظهر العنف على شكل حروب أو قتل أو اغتصاب أو الرجم أو انتهاكات جنسية أو استرقاق أو عقوبات جنائية العنيفة.

إقرأ أيضًا: ميراث النساء في قصة بنات صلفحاد وموسى عليه السلام

عن عزيزة زين العابدين

مترجمة لغة عبرية، وباحثة في الشئون الإسرائيلية في تخصص تحليل الخطاب السياسي الإسرائيلي.

شاهد أيضاً

قصة سيدنا ابراهيم كاملة كما وردت في التوراة

قصة سيدنا ابراهيم كاملة كما وردت في التوراة

قصة سيدنا ابراهيم كاملة كما وردت في التوراة