أرض جاسان، أو أرض جوشن، هي منطقة في مصر سكنها بني إسرائيل، على مدار 215 عام (1728-1513 قم)، بحسب ما جاء في سفر (التكوين 45: 10؛ 47: 27).
أين تقع أرض جاسان؟
من غير المعروف أين كانت تقع بالتحديد، وما هي خريطة أرض جاسان، ويبدو أنها كانت في الجهة الشرقية من دلتا النيل، عند المدخل الى الآراضي المصرية الفعلية. والدليل على ذلك هو ان يوسف انطلق من مقره المصري والتقى آباه (الآتي من كنعان) في جاسان، كما جاء في (سفر التكوين 46: 28- 29)، كما يُستدل على ذلك مما جاء في الترجمة السبعينية، من أن جاسان كانت قريبة من وادي طميلات.
للمزيد إقرأ أيضًا:
- مرتديات النقاب في إسرائيل، من هن؟؟
- ميراث النساء في قصة بنات صلفحاد وموسى عليه السلام
- أربعة طرق للإعدام في اليهودية
بالإضافة إلى أنه يُعتقد أنها كانت قريبة؛ لأن ابنة فرعون قد وجدت موسى في النيل “يئور”، مما يدل على أن منزل موسى كان يقع بالقرب من قصر فرعون. كذلك جاء في العهد القديم أن نساء إسرائيل قد اقترضن من جيرانهن الفضة والذهب إثناء رحلة الخروج من مصر ودخول أرض كنعان، مما يشير إلى أنهن كن يسكنَّ بالقرب من الأحياء المصرية. كما يعتقد البعض أيضًا أن أرض جاسان هي البلدة المصرية التي ذكرها الكتاب المقدس وباقية باسمها حتى الان.
يتفق كل من منسى هرئيل وبارتليت، في أن أرض جاسان لابد أن تكون بالقرب من بيت يوسف، أي في تانيس (بالعبرية צען، حاليًا صان الحجر في محافظة الشرقية)، على الطريق إلى أرض كنعان، وأنها تقع في منطقة خصبة للغاية، على مسافة قريبة من الصحراء الشرقية.
وفقًا لمعظم الباحثين الأثريين، كانت عاصمة رمسيس في الشمال الشرقي من دلتا النيل (أرض رعمسيس)، وينبغي أن تكون أرض جاسان قريبة منها. وهكذا، يمكن أن تكون في شمال شرق الدلتا ناحية الشرق، أو جنوب شرق الدلتا.
يربط هرئيل مكان أرض جاسان بنقطة خروج بني إسرائيل من مصر، حيث يرى أنه بقبول رأي علماء الآثار، الذين وجدوا بقايا أثرية في وادي طميلات، وبالاتفاق مع رأي ترومبول، الذي يرى أنه من خلال ما ورد في المقرا، بالإضافة إلى المواقع الأثرية المصرية، وعدد من الأدلة التاريخية الأخرى، تشهد على أنها تقع في وادي طميلات، وأنه لا يمكن أن تكون أرض جاسان بعيدة عن البحر الأحمر، بمعنى أنها تقع في الطرف الشرقي من وادي طميلات، أي في منطقة “صحراء شور”، أو “طريق شور”.
أما زئيف ح. أرليخ، فيقدم افتراضًا بديلاً عن الرابي دانيال موشيه ليفي، والذي رأى في كتابه “المقرا والاكتشافات الأثرية”، أن أرض جاسان هي وادي الفيوم، والذي يقع على بعد 100 كيلومتر جنوب القاهرة، ويشتهر بالتربة الخصبة، والحدائق والبساتين، ويمكن أن يطلق عليه “أفضل الأرض” (التكوين 47: 6). ومن المعروف أن الفيوم توجد في قلب الصحراء، وتغذيها قناة مائية تخرج من نهر النيل إلى بحيراتها، وتسمى هذه القناة “بحر يوسف”. ويستدل على هذا الرأي، بالعثور على قبور لشعب مختلف عن المصريين في هذه المنطقة، وكذلك من ترجمة سعديا الفيومي، الذي ترجم فيتوم פיתום المذكورة في العهد القديم بالفيوم.
كذلك فإن الفرضية عن الأحداث الموصوفة في “بردية ايبوير” (تصف معاناة مصر من الكوارث الطبيعية وحالة من الفوضى، وترجع إلى القرن الثالث عشر ق.م)، يعتبرها كثير من العلماء اليهود وصفًا لأحداث الخروج من مصر (الأمر الذي يرفضه معظم علماء المصرييات). حيث تحكي البردية عن ملاحقة الفقراء في المنطقة التي حدثت فيها فيضانات وانتهت إلى كارثة.
جاء في الجملة التي تبدأ هذه القصة، “أمر… أشخاص مفقودون… تم إفراغ الغرب..”، على افتراض أن المقصود هنا خروج بني إسرائيل من مصر، هذا يعني أن أرض جاسان تقع في الغرب؛ وعلى هذا يفترض ليفي أن وادي الفيوم أكثر ملاءمة كموقع ممكن لأرض جاسان من الفرضية التقليدية، بأنها تقع شمال شرق وادي النيل.