أكذوبة أرض اسرائيل الكبرى “أرض الميعاد”: أرض اسرائيل الكبرى، أو أرض إسرائيل الكاملة “ארץ ישראל השלמה”، هو مصطلح جيوسياسي ايدلوجي في تاريخ الحركة الصهيونية، والسياسة الإسرائيلية. ويقصد به الحدود التاريخية الموصوفة في المصادر الدينية والتاريخية اليهودية.
بحسب هذه المصادر فإن هذه الحدود هي الحدود التي تريدها الدولة اليهودية. وقد أصبح مصطلح أرض إسرائيل الكبرى شائع بعد حرب 1967م، في إشارة إلى الرغبة في تطبيق السيادة الإسرائيلية على المناطق الواقعة خارج الخط الأخضر.
حاليًا يتم تصنيف مؤيدي نظرية “أرض إسرائيل الكبرى“، بتعيتهم لليمين الإسرائيلي المتطرف. وكثيرًا ما يرتبط هذا المصطلح بالمشروع الإستيطاني اليهودي في هضبة الجولان، ووادي الأردن، والضفة الغربية، وقطاع غزة.
تعتمد نظرية أرض إسرائيل الكاملة في مفهومها الضيق إلى حد كبير على حدود أرض إسرائيل، كما جاءت في الهالاخا (الشريعة اليهودية)، ووفقًا لمناطق الانتداب البريطاني حتى عام 1921م، وكذلك للأراضي التابعة لإسرائيل بعد نكسة 67، وقبل معاهدة السلام مع مصر.
للمزيد إقرأ أيضًا:
- تحميل موسوعة “الفلكلور والتقاليد اليهودية” – Encyclopdia of Jewish Folklore and Traditions
- القنب الطبي: سلاح جديد في السياسة الإسرائيلية
- لعبة الاكتشافات الأثرية الإسرائيلية تصل بعد القدس إلى الضفة الغربية
توصيف المصطلح “اسرائيل الكبرى”
لا يعد مصطلح “أرض إسرائيل الكاملة” مصطلحًا واضحًا، ويرجع ذلك لعدة أسباب، وهي كالتالي:
1- لم يتم تحديد حدود “أرض إسرائيل” التوراتية بشكل موحد في المصادر اليهودية. من الرؤية الدينية اليهودية هناك طبقات مختلفة للحدود المختلفة التي تشكل جزءًا من قدسية الأرض، هذه المعاني تخلق معان مختلفة من حيث مسألة الحدود.
2- من الناحية التاريخية، من الصعب تحديد مناطق سيطرة أسباط إسرائيل، أو عصر المملكة الموحدة (زمن داود وسليمان)، أو عصر المملكتين (إسرائيل ويهودا)، لأن كلا من هذه الحدود قد تغيرت عبر التاريخ، ولأن مفاهيم “الدولة”، و “السيادة” لم تكن معروفة في هذه العصور بالمفهوم المعاصر.
3- أن الاعتبارات السياسية العملية دائمًا ما كانت ترافق قرارات الحركة الصهيونية والفصائل الموجودة بداخلها، حتى عندما يتعلق الأمر بصياغة الأفكار والمفاهيم.
يرتبط مصطلح أرض اسرائيل الكبرى بعدة مصطلحات:
- أرض الميعاد، وهي حدود “أرض إسرائيل” كما تظهر في أسفار التكوين، والعدد، والتثنية.
- فلسطين التي تضم وادي الأردن، بحسب حدود اتفاقية سايكس بيكو، وحدود الانتداب البريطاني التي حددها انتداب عصبة الأمم.
- فلسطين في خطوط وقف إطلاق النار بعد نكسة 67 (بما فيها الضفة الغربية والقدس الشرقية)، وقطاع غزة، وسيناء، ومرتفعات الجولان.
- فلسطين زمن الانتداب البريطاني، بعد إنشاء المملكة الأردنية، إضافة إلى مرتفعات الجولان، وهي المنطقة التي أصبحت خاضعة للسيادة الإسرائيلية بعد اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل.
الحدود.. أكذوبة أرض اسرائيل الكبرى “أرض الميعاد”
حدود “اسرائيل الكبرى” كما جاءت في العهد القديم
هناك من يصف حدود “أرض إسرائيل” بحسب حدود المناطق التي كانت تابعة لبني إسرائيل، أو مناطق سكنهم في عصر القضاة، وفي عصر مملكة إسرائيل الموحدة (مملكة شاؤول، وممكلكة داود وسليمان).
بحسب التفسير التوسعي فإنها تشمل المناطق المسماة في العهد القديم بـ: الجولان، باشان (الشام)، جلعاد (نهر الأردن)، والمنطقة ما بين البحر الكبير (المتوسط) ونهر الأردن. ويستند هذا التفسير إلى مواضع ذكر الأماكن التي كانت خاضعة لأسباط بني إسرائيل، أو ملوك بني إسرائيل في وقت لاحق كما جاء في أسفار صموئيل والملوك. من الناحية العملية من الصعب التعرف على وجه الدقة المناطق التي شغلتها ممالك بني إسرائيل لسببين هما:
1- يتعامل العهد القديم مع نوعين من الحدود، الحدود المثالية، والتي جاءت كوعد إلهي لموسى عليه السلام، وبني إسرائيل، والتي كان من المفترض أن يتم تقسيمها بين بني إسرائيل (مثلما جاء في سفر التثنية 24: 1- 4؛ سفر يشوع 1: 3- 4). وفي المقابل هناك الحدود الفعلية لسكنى أسباط إسرائيل مثلما جاءت في سفر القضاة 1: 27- 36؛ 3: 1- 6). وهنا نجد أن الحدود الفعلية أقل بكثير من الحدود المثالية.
2- أن مصطلح “سيادة” هو مصطلح معاصر، لم يكن شائع في فترة المقرا (العهد القديم).
الفرق بين “أرض اسرائيل الكبرى” وأرض الميعاد
على الرغم من أن مصطلح “أرض إسرائيل الكاملة” يستخدم أحيانًا كتعبير مرادف لمصطلح “أرض الميعاد”، أو “الأرض الموعودة- הארץ המובטחת”، إلا أن معظم المتحدثين يميزون بين هذه المصطلحات، ويرون أنها تشير إلى مفهومين مختلفين.
أرض الميعاد هي الأرض التي تقع داخل الحدود المذكورة في العهد المذكور في سفر التكوين 15: 15- 16، بين إبراهيم والرب، والمعروف بعهد القطع (ברית בין הבתרים)، والتي تمتد، وفقًا للنص، من نهر مصر جنوبًا (وهو نهر لم تُحدد هويته، هناك من يعتقد أنه وادي العريش، وهناك من يعتقد بأنه فرع النيل الشرقي)، وحتى نهر الفرات شمالاً (على ما يبدو هي أقرب نقطة يقترب فيها نهر الفرات من البحر المتوسط).
بحسب الباحث يهوشوع جرينتش، فإن أرض الميعاد، تتوافق إلى حد ما مع الأراضي التي كان يسيطر عليها ملك مصر من أرض كنعان قبل القرن الـ 14 قبل الميلاد، وفترات معينة بعدها، وفقًا لما جاء في (سفر الملوك الثاني 14: 7). حيث يرى أن أرض الميعاد هي الأرض التي وعد بها الرب الآباء، وهي أرض كنعان، بكل حدودها، والتي تضم الآن جميع مساحة سوريا ولبنان. كذلك جاء في سفر يشوع بأن الرب وعد بني إسرائيل بكل أرض الحيثيين الشمالية.
كذلك تمتد حدود “أرض الميعاد”، وفقًا لما جاء في سفر حزقيال، من الشمال الغربي للبحر المتوسط، شرقًا إلى نهر الفرات، وجنوبًا إلى ماء مريبة قادش في الصحراء الجنوبية الشرقية (برية صين).
تطور مصطلح “أرض اسرائيل الكبرى بعد حرب 1967م.
يتبع……..