إدعاءات إسرائيلية باكتشاف نقش يؤكد حدود إسرائيل القديمة

إدعاءات إسرائلية باكتشاف نقش يؤكد حدود إسرائيل القديمة

أعلنت صحيفة الجيروزاليم بوست الإسرائيلية اليوم السبت عن اكتشاف نقش باللغة العبرية لأول مرة في موقع آبل بيت معكة، واستشهدت الصحيفة بذكر موقع آبل بيت معكة في سفر (الملوك الأول 15: 20): “فَسَمِعَ بَنْهَدَدُ لِلْمَلِكِ آسَا وَأَرْسَلَ رُؤَسَاءَ الْجُيُوشِ الَّتِي لَهُ عَلَى مُدُنِ إِسْرَائِيلَ، وَضَرَبَ عُيُونَ وَدَانَ وَآبَلَ بَيْتِ مَعْكَةَ وَكُلَّ كِنَّرُوتَ مَعَ كُلِّ أَرْضِ نَفْتَالِي.”.

وقد علقت الصحيفة الإسرائيلية على هذا الخبر، بالتساؤل: إلى أي مدى امتدت مملكة إسرائيل التوراتية؟ وهو التساؤل الذي يأتي في توقيت إطلاق خطة ترامب للسلام المعروفة بـ “صفقة القرن”، والتي تسعى إلى توسيع حدود إسرائيل.

للمزيد إقرأ أيضًا:

وأشارت الصحيفة إلى أن النقش العبري المُكتشف حديثًا يؤكد أن حدود إسرائيل القديمة قد وصلت إلى مناطق كان بعض علماء الآثار يشككون بها في السابق، مما يؤكد رواية العهد القديم حول مملكة إسرائيل، كما تدعي الصحيفة.

وقد حاولت الصحيفة تبرير الأصول العربية للموقع، وهي قرية “آبل القمح” الفلسطينية، بأنه تم ذكر المنطقة مرة أخرى في سفر (الملوك الثاني 15: 29) من بين المناطق التي فتحها ملك آشور، حيث جاء ” 29 فِي أَيَّامِ فَقْحٍ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ، جَاءَ تَغْلَثَ فَلاَسِرُ مَلِكُ أَشُّورَ وَأَخَذَ عُيُونَ وَآبَلَ بَيْتِ مَعْكَةَ وَيَانُوحَ وَقَادَشَ وَحَاصُورَ وَجِلْعَادَ وَالْجَلِيلَ وَكُلَّ أَرْضِ نَفْتَالِي، وَسَبَاهُمْ إِلَى أَشُّورَ.

وقد ذكرت الصحيفة بناء قرية آبل القمح الفلسطينية فوق المدينة التوراتية، حيث قالت “كما أوضح الباحثون، تم اكتشاف الموقع البارز لأول مرة في القرن التاسع عشر وتم مطابقته بالمدينة المذكورة في العهد القديم، بسبب الموقع، والتشابه بين اسم القرية العربية آبل القمح، التي كانت تقع فوقه والاسم المذكور في العهد القديم. والتي تقع على الحدود مع لبنان، في منطقة ليست ببعيدة عن الحدود مع سوريا.”.

قرية آبل القمح الفلسطينية

تقع قرية آبل القمح الفلسطينية بالقرب من الحدود اللبنانية شمال صفد. وقد تم تهجير سكانها عام 1948. تم إنشاء آبل القمح كموقع مأهول منذ عام 2900 ق.م، وقد استولى عليها تحتمس الثالث عام 1468 ق.م. وخلال حكم مملكة إسرائيل، وتحت حكم الملك داود، تم تحصينها، ثم استولى عليها في وقت لاحق الآراميون عام 734 ق.م، وقد تم ضمها للإمبراطورية الآشورية.

في العصر الحديث كانت آبل القمح جزءا من الانتداب الفرنسي على لبنان حتى عام 1923 عندما أُدرجت في الانتداب البريطاني على فلسطين. وفي النصف الأول من القرن العشرين، كان لها شكل مثلث يتماشى مع ثنيات التل الذي بنيت عليه. وشكلت الزراعة أساس اقتصادها، كما أن إمدادات المياه الوفيرة للقرية أكسبها اسمها المحلي آبل الميه بمعنى “مرج المياه”. بحسب تعداد فلسطين عام 1931، بلغ مجموع عدد سكان آبل القمح 229 نسمة؛ 122 من المسلمين و107 من المسيحيين، في ما مجموعه 58 منزلاً.

في عام 1945، بلغ عدد السكان 330، بمساحة إجمالية قدرها 4,615 دونم من الأراضي، وفقا لدراسة استقصائية رسمية عن الأراضي والسكان. كان للقرية عدد من السكان يتراوح عددهم بين 230 من الشيعة و100 من المسيحيين العرب. تم تخصيص ما مجموعه 3,535 دونم من الأراضي للحبوب؛ وتم ري أو استخدام 299 دونم في البساتين، في حين تم بناء 13 دونم (حضرية).

في 10 مايو 1948، استولت الكتيبة الأولى التابعة لعصابات البلماح اليهودية التي يقودها إيجال آلون في عملية يفتاح، على آبل القمح وهجرت سكانها. ولم يكن هناك قتال في القرية، ولكن بعد سقوط صفد في يد إسرائيل ومن “حملة همس” قام بها زعماء يهود محليون إلى رؤساء القرى العربية (مخاتير) لتحذيرهم من التعزيزات اليهودية الضخمة التي وصلت إلى الجليل، فر سكان آبل القمح.

في عام 1952، أنشأت إسرائيل بلدة يوفال على أراضي القرية، على بعد 1.5 كيلومتراً (0.93 ميلاً) من موقع القرية. الموقع نفسه “تنمو فيه بكثرة الحشائش والنباتات البرية. ويوجد بستان من الأشجار في الركن الشمالي الشرقي، كما أن أحجار المنازل المدمرة متناثرة في جميع أنحاء الموقع…،” وفقاً للمؤرخ الفلسطيني وليد الخالدي في عام 1992.

في السنوات الأخيرة، ادعت السلطات اللبنانية أن آبل القمح وست قرى شيعية أخرى مهجرة على طول الحدود تعود ملكيتها إلى لبنان. تم مسح التلين الصغيرين اللذين ينتميان إلى الموقع الأثري المعروف باسم تل آبل القمح بالعربية وتل آبل بيت معكة بالعبرية في عام 2012، وتم التنقيب عنهما منذ ذلك الحين في حملات سنوية (أربع حملات في عام 2016).

فرّ سكان آبل القمح إلى القرى المسيحية اللبنانية المجاورة، ولا سيما قرية دير ميماس حيث حصل معظمهم لاحقا على جوازات سفر لبنانية؛ ولا تزال تعيش في ديرميماس على سبيل المثال أسر عبدو، وكسرواني، وحرفوش، وحداد.

عن عزيزة زين العابدين

مترجمة لغة عبرية، وباحثة في الشئون الإسرائيلية في تخصص تحليل الخطاب السياسي الإسرائيلي.

شاهد أيضاً

القوة العسكرية وحدها لا تكفي| قراءة في استراتيجيات الصراع العربي الإسرائيلي

القوة العسكرية وحدها لا تكفي| قراءة في استراتيجيات الصراع العربي الاسرائيلي

القوة العسكرية وحدها لا تكفي| قراءة في استراتيجيات الصراع العربي الإسرائيلي