التقويم العبري| بداية التقويم العبري أو التقويم اليهودي

التقويم العبري| بداية التقويم العبري أو التقويم اليهودي

التقويم العبري

يعد التقويم العبري، وهو حساب الليل والنهار والأيام والأسابيع والشهور والسنين، من أهم الأشياء التي وجه إليها اليهود عنايتهم في حياتهم الدينية. ولا عجب في ذلك، فقد شد انتباههم منذ القدم اهتمام الأمم الأخرى المتحضرة التي تقلبوا بين ظهرانيها بحساب الزمن؛ فالمصريون كانوا يؤلهون الشمس، ويرصدون حركتها، ويجعلون مدار السنة مرتبًا مع دروتها، وكانوا يحتفلون بالفصول الأربعة، ويربطون ذلك بأساطيرهم الدينية من ناحية، وبحياتهم الزراعية من ناحية أخرى.

والبابليون والآشوريون والكلدانيون، وكذلك الكنعانيون والسريان والآراميون والعرب، كانوا يعرفون دقائق حركة الشمس والقمر كليهما، ودروان الكواكب على مر الأيام، وينظمون بذلك نشاطهم في الزراعة والمراعي والسفر للتجارة، فحذا العبريون حذوهم، فاهتموا بالتاريخ والتقويم.

تاريخ التقويم العبري

يحمل نقطة بداية التاريخ اليهودي خلق السماوات والأرض، حيث أخذ أحبار اليهود في حساب أعمار الأسلاف، وضم بعضها إلى بعض، منذ آدم، ملتزمين في ذلك بحرفية نص الكتاب المقدس، وكانت النتيجة أن العام الذي يتزامن مع السنة الحالية هو 5781 من بدء الخليقة، وهو بالطبع تاريخ خرافي أسطوري، متأخر جدًا عن بدء الخليقة، الذي لا يعلم إلا الخالق متى كان.

تحميل كتاب “مركز المرأة في اليهودية” بصيغة pdf

ويكفي أن نقول أن لدينا آثار من صنع يد البشر، وحضارات وبقايا من أجسام إنسانية في نواحي كثيرة متفرقة من العالم، ترجع إلى ما قبل هذا التاريخ بأزمان طوال. ومهما يكن من شيء فإن بدء التاريخ عن كل ملة من الملل إنما هو مسألة اصطلاحية، متى ما اتفق عليها الناس فلا مشاحة فيها، إلا من حيث ارتباطها بحادثة إنسانية عامة ضخمة مثل بدء الخليقة، الذي يعد بلا تردد أضخم حوادث التاريخ.

حساب الشهور في السنة العبرية

وحساب الشهور في السنة العبرية في التقويم العبري يتبع دورة القمر، بينما حساب السنين يتبع دورة الشمس؛ ولذا فقد كان لزامًا على اليهود حتى يتطابق الحسابان، القمري للشهور والشمسي للسنين، أن يكون هناك نسيء يكمل الفرق بين السنة الشمسية والسنة القمرية التي تقل بنحو عشرة أيام.

الفيلم الاسرائيلي السمت “الطريق” مترجم للعربية

هذا النسيء يجري عند اليهود بإضافة شهر كل عشرة سنين، بحيث تكون سنتهم الكبيسة، التي تأتي مرة كل ثلاثة أعوام مؤلفة من ثلاثة عشر شهرًا، وشهر النسيء يقحم عندهم بعد شهر آذار اليهودي، الذي يأتي في فصل الربيع، جزء منه في أواخر فبراير، وبقيته في شهر مارس، وهكذا يكون في السنة الكبيسة شهران هما آذار وآذار الثاني.

الشهور العبرية

ولما كانت الشهور العبريةقمرية في التقويم العبري، فإنها كشهور السنة الهجرية، إما أن تكون ثلاثين يومًا، أو تسعة وعشرين يومًا فقط. وهناك شهران اثنان فقط في السنة العبرية يأتي كل منهما كاملاً، ثلاثين يومًا، أحيانًا، وناقصًا (تسعة وعشرون يومًا فقط) أحيانًا، وهذان الشهران هما “حشوان” الذي يقابل نوفمبر، و “كسلو” الذي يقابل ديسمبر.

شهور السنة العبرية بحسب ترتيبها هي:

1- تشري (30 يومًا) – يقابل شهر أكتوبر

2- حشوان (29 أو 30 يوم)- آخر أكتوبر- نوفمبر

3- كسلو (29 أو 30 يوم) آخر نوفمبر- ديسمبر

4- طِبِت (20 يومًا) آخر ديسمبر- يناير

5- شباط (30 يومًا) آخر يناير- فبراير

6- آذار (29 يومًا) آخر فبراير- مارس

7- نيسان (30 يومًا) آخر مارس- إبريل

8- آيار (29 يومًا) آخر إبريل- مايو

9- سيوان (30 يومًا) آخر مايو- يونيه

10- تموز (29 يومًا) آخر يونيه- يوليو

11- آب (30 يومًا) آخر يوليو- أغسطس

12- إيلول (29 يومًا) آخر أغسطس- سبتمبر

وفي السنة الكبيسة التي يقحم فيها شهر آذار الثاني، يحسب آذار الأول ثلاثين يومًا، والثاني تسعة وعشرين يومًا.

بداية التقويم العبري

وكانت للطريقة القديمة للتقويم العبري، فيما يبدو، تجعل بدء السنة في فصل الربيع. بل ربما كان بدء التاريخ إذ ذاك هو قصة خروج موسى من مصر في الفترة التي يقع فيها عيد الفصح، وهو شهر نيسان (إبريل) من شهور الربيع؛ وذلك جرت عادة اليهود حتى الآن عندما يسردون أسماء شهور السنة أن يبدأوا بنيسان لا بتشري، فيقولون نيسان- آيار- سيوان- تموز- آب- أيلول- تشري- حشوان- كسلو- طبت- شباط- آذار.

فصول السنة العبرية (اليهودية)

والسنة اليهودية في التقويم العبري تنقسم إلى أربعة فصول، كل فصل منها طوله واحد وتسعون يومًا، وسبع ساعات ونصف ساعة، وهي كالتالي:

1- فصل الخريف، ويسمى عندهم “تقوفت تشري תקופת תשרי”، ويبدأ في 24 أو 25 سبتمبر.

2- فصل الشتاء، ويسمى عندهم “تقوفت طبت תקופת טבת”، ويبدأ في 24 أو 25 ديسمبر.

3- فصل الربيع، ويسمى عندهم “تقوفت نيسان תקופת ניסן”، ويبدأ في 24 أو 25 مارس.

4- فصل الصيف، ويسمى عندهم “تقوفت تموز תקופת תמוז”، ويبدأ في 24 أو 25 يونيه.

وقد حدد الموقتون ، طبقًا لحساباتهم الفلكية، أيامًا محددة من الأسبوع يبدأ فيها كل شهر من الشهور، وهي كالتالي:

نيسان: الأحد والثلاثاء والخميس والسبت، ولا يكون أبدًا الأحد أو الأربعاء أو الجمعة.

آيار: الإثنين والثلاثاء والخميس والسبت، ولا يكون أبدًا الأحد أو الأربعاء أو الجمعة.

سيوان: الأحد والثلاثاء والأربعاء والجمعة، ولا يكون أبدًا الإثنين أو الخميس أو السبت.

تموز: الأحد والثلاثاء والخميس والجمعة، ولا يكون أبدًا الإثنين أو الأربعاء أو السبت.

آب: الإثنين والأربعاء والجمعة والسبت، ولا يكون أبدًا الأحد أو الثلاثاء أو الخميس.

إيلول: الأحد والإثنين والأربعاء والجمعة، ولا يكون أبدًا الثلاثاء أو الخميس أو السبت.

تشري: الإثنين والثلاثاء والخميس والجمعة، ولا يكون أبدًا الأحد أو الأربعاء أو السبت.

حشوان: الإثنين والأربعاء والخميس والسبت، ولا يكون أبدًا الأحد أو الثلاثاء أو الجمعة.

كسلو: الأحد والإثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة، ولا يكون أبدًا يوم السبت.

طبت: الأحد والإثنين والثلاثاء والأربعاء والجمعة، ولا يكون أبدًا الخميس أو السبت.

شباط: الإثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والسبت، ولا يكون أبدًا الأحد أو الجمعة.

آذار: السبت والإثنين والأربعاء والجمعة، ولا يكون أبدًا الأحد أو الثلاثاء أو الخميس (وآذار الثاني مثله في السنة الكبيسة)

بداية اليوم ونهايته في التقويم العبري

يبدأ يوم جديد في التقويم العبري مع نهاية النهار، أي بعد غروب الشمس، ويستمر حتى المساء التالي. ويعبر التلمود عن شك بشأن الموعد الدقيق لبداية يوم جديد، إذا كان عند غروب الشمس بالضبط أم عندما يمكن رؤية بعض النجوم في السماء؛ لذلك تستمر أيام العيد وغيره من الأيام الخاصة من غروب الشمس، وحتى ظهور ثلاثة نجوم في المساء التالي، أي بعد مرور أكثر من 24 ساعة.

حكم عبرية وأمثال مترجمة للعربية| פתגמים בערבית

إضافة إلى ذلك، يتمسك اليهود بتقليد زيادة الوقت في التقومي العبري في أيام السبت والأعياد الكبرى احترامًا لها، حيث تستمر كل منها نحو 25 ساعة (تختلف نسبة الزيادة بين الطوائف اليهودية ولكن نادرا ما يستمر يوم السبت أو العيد أكثر من 25 ساعة). في حالة العجز عن الاعتماد على مدار والنهار، مثلا في المناطق القريبة من الأقطاب، خاصة في ذروة الصيف أو الشتاء، يمكن تحديد بداية اليوم ونهايته بشكل اصطناعي دون الاعتماد على رؤية غروب الشمس وظهور النجوم.

المصدر: حسن ظاظا، الفكر الديني الإسرائيلي، أطواره ومذاهبه، معهد البحوث والدراسات العربية، 1971، ص 194- 198.

عن مصرايم

شاهد أيضاً

قصة سيدنا ابراهيم كاملة كما وردت في التوراة

قصة سيدنا ابراهيم كاملة كما وردت في التوراة

قصة سيدنا ابراهيم كاملة كما وردت في التوراة