مقالات مشابهة
تشتق الكلمة “الصهيونية” من كلمة “صهيون”، وباللغة العبرية “ציון“، وهو اسم تل في القدس، كان قد أقام عليه اليبوسيون حصنًا قبل ظهور بني إسرائيل بحوالي ألفي عام؛ وبهذا تكون اللفظة كنعانية عربية وليست عبرية يهودية، مثل معظم مدن وقرى فلسطين القديمة التي كانت ومازالت تحمل اسماء كنعانية قديمة حتى يومنا هذا.
الحركة الصهيونية
يطلق الاسم “الصهيونيه على منظمة إرهابية أسسها يهود روسيا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وكان يُلقب أعضاءها باسم “أحباء صهيون“، وينتمي لهذه المنظمة معظم يهود روسيا البارزين، ومنهم والد حاييم وايزمان وبن جوريون وسوكولوف.
قامت هذه المنظمة بعمليات سرية ضد القيصرية الروسية، ثم اخذت تهتم بفلسطين، وصارت تسعى لاستعمارها كوطن قومي لليهود. وقد كان معظم الزعماء المؤسسين للمنظمة الصهيونية من يهود أوروبا الشرقية، وسرعان ما أصبحت الصهيونية مؤسسة سياسية استعمارية دولية ذات جهاز تنظيمي اتخذ مؤسسوها من اضطهاد اليهود ذريعة لتنظيم حركة سياسية يهودية تستهدف تأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين بحجة حقوق اليهود التاريخية في فلسطين.
وجدت الصهيوينة بعد تحرر اليهود في معظم دول أوروبا ومنحهم الحقوق المدنية والحرية الكاملة للعيش في المجتمعات الأوروبية ظروفًا مواتية لنشاطاتها؛ فبدأت نشاطها المنظم بدعوى معاداة الشعوب للسامية، ونشر أسطورة مفادها أن فكرة إنشاء الوطن اليهودي في فلسطين قديمة، فمنذ هُدم هيكل سليمان منذ ما يقرب من ألفي عام واليهود يتطلعون إلى تحقيق حلم العودة إلى فلسطين أرض الميعاد.
للمزيد إقرأ أيضًا:
- شهادات الإسرائيليين في معركة المزرعة الصينية: “أُرسلنا لنكون طعامًا للدبابات”:
- حارة اليهود في مصر: تاريخ وحكايات
- المسلسل الاسرائيلي اتونوميا- حكم ذاتي الحلقة الرابعة مترجمة إلى العربية
وقد تكونت وانبثقت نتيجة المساعي المبذولة في تحقيق هذا المشروع المبني على الباطل، والقائم على الخداع والتضليل الحركة الصهيونية العالمية في نهاية القرن التاسع عشر.
المؤتمر الصهيوني الأول
عُقد أول مؤتمر صهيوني عام 1897 في مدينة بازل بسويسرا، وقد حضره نحو ثلاثمائة شخص، يمثلون حوالي خمسين جمعية يهودية، وقد تمخض عنه تأسيس المنظمة الصهيونية العالمية، وانتخب المؤتمر تيودور هرتزل رئيسًا له.
بعد ذلك بوقت قليل انبثقت عن المنظمة عام 1902 الجمعية الصهيونية الدولية المساهمة، والتي أصبح لها فروع محلية تمثل أكبر الاتحادات المالية المرتبطة اقتصاديًا بأوثق الصلات مع احتكارات الدول الاستعمارية، وقد حدد مؤتمر بازل أهداف المنظمة الصهيونية في العبارة التالية:
إن غاية الصهيونية هي خلق وطن للشعب اليهودي في فلسطين يضمنه القانون العام.
كما رأى المؤتمر في الوسائل التالية الطريق إلى تحقيق هذه الغاية:
1- العمل على استعمار فلسطين بواسطة العمال الذين يعملون في الزراعة والصناعة من اليهود وفق أسس مناسبة.
2- تنظيم اليهودية العالمية، وربطها بواسطة منظمات محلية ودولية تتلاءم مع القوانين المتبعة في كل بلد.
3- تقوية الشعور والوعي القومي اليهودي وتقويته.
4- اتخاذ الخطوات التمهيدية للحصول على الموافقة الحكومية الضرورية لتحقيق غايات الحركة.
اللغة العبرية لغة رسمية للتخاطب بين اليهود
وقد قرر المؤتمر اعتبار اللغة العبرية لغة رسمية للتخاطب بين اليهود في جميع أنحاء العالم، وتنفيذًا لهذا القرار توصل “اليعازر بن يهودا” عام 1911 إلى وضع لغة عبرية حديثة يمكن أن يستخدمها كل يهود العالم الذين يريدون الذهاب إلى فلسطين.
من الواضح أن الحركة الصهيونية غدت تمثل مخططًا استعماريًا صرفًا ذا صبغة سياسية قائم على إدعاء باطل، وقد أخذ زعماؤها يتاجرون بها على مسرح الدول الاستعمارية الكبرى على حساب أهلها وسكانها العرب.
المصدر: كتاب “أبحاث في اليهودية والصهيونية” للدكتور أحمد سوسة.
