قائمة المحتويات
اليهود والأهرامات: نشرت صحيفة جيورازليم بوست الإسرائيلية مقالاً بعنوان: العبيد الإسرائيليون لم يفعلوها: إعادة اكتشاف فرع مفقود من النيل. تعرض المقال للنظرية الجديدة التي تفسر بناء الأهرامات ونقضها لنظرية بناء اليهود للأهرامات. وقد احتوى المقال على عدد من المغالطات التاريخية، منها ذكر استعباد اليهود في مصر لمدة 340 عامًا، والخطأ في ذكر عدد الأهرامات المصرية والتي يزيد عددها عن المائة هرم. وإليكم ترجمة المقال:
اليهود والأهرامات
منذ بداية العصر الفرعوني، لعب نهر النيل دورًا أساسيًا في النمو السريع والتوسع للحضارة المصرية. عندما كانوا عبيدًا في مصر لمدة حوالي 430 عامًا، بنى الإسرائيليون مخازن للفراعنة، وليس الأهرامات التي نعرفها. ومع ذلك، وفقًا للباحثين في مصر والولايات المتحدة وأستراليا، فإن الأهرامات التي نراها في الصحراء اليوم لم تكن الوحيدة التي بنيت.
منذ بداية العصر الفرعوني، لعب نهر النيل دورًا أساسيًا في النمو السريع والتوسع للحضارة المصرية. كان النيل شريان الحياة لهم في بيئة قاحلة إلى حد كبير، حيث قدم لهم الغذاء وعمل كالممر المائي الرئيسي لنقل البضائع ومواد البناء. لهذا السبب، تم بناء معظم المدن والمعالم الرئيسية بالقرب من ضفاف النيل وفروعه المحيطة. ومع مرور الوقت، تحرك المجرى الرئيسي لنهر النيل جانبياً، وامتلأت فروعه المحيطة بالطمى، مما ترك العديد من المواقع المصرية القديمة بعيدة عن مجرى النهر الحالي.
قد تكون واحد وثلاثون هرمًا مصريًا – بما في ذلك مجمع أهرامات الجيزة – قد بُنيت في الأصل على طول فرع من النيل بطول 64 كيلومترًا دفن منذ فترة طويلة تحت الأراضي الزراعية والصحراء. قد تفسر النتائج التي أُبلغ عنها في ورقة نُشرت في مجلة “اتصالات الأرض والبيئة” بعنوان “سلسلة الأهرامات المصرية بُنيت على طول فرع النيل المهجور الآن” لماذا تتركز هذه الأهرامات في ما هو الآن شريط ضيق وغير مضياف من الصحراء.
أحدث المقالات على موقع مصرايم
- دوله فلسطينية في سيناء: حل أصيل مع ريفييرا أم أحلام صحراوية؟ 2
- دولة فلسطينية في سيناء| حل أصيل مع ريفييرا أم أحلام صحراوية؟ 1
- جيروزاليم بوست| كيف تحول حسن نصر الله من العدو المفضل لإسرائيل إلى رجل ميت
- القوة العسكرية وحدها لا تكفي| قراءة في استراتيجيات الصراع العربي الاسرائيلي
- مقال إسرائيلي| الديكتاتورية تحت ستار الحرب قراءة في سياسات نتنياهو وغالانت
عملية بناء طويلة
بنيت الأهرامات على مدى فترة تقارب ألف عام بدأت منذ حوالي 4700 عام، وهي تقع على حافة الصحراء الغربية غير المأهولة، والتي هي جزء من الصحراء الكبرى. تشير الأدلة الرسوبية إلى أن نهر النيل كان يتمتع بتصريف أعلى بكثير، حيث كان النهر يتفرع إلى عدة فروع في بعض الأماكن. سبق أن اقترح الباحثون أن أحد هذه الفروع ربما مر عبر حقول الأهرامات، ولكن لم يتم تأكيد ذلك.
كتب الفريق أن منظر وادي النيل الشمالي في مصر، بين “لشت” في الجنوب وهضبة الجيزة في الشمال، خضع لعدد من التغيرات البيئية والهيدرولوجية خلال الألفيات القليلة الماضية.
التغيرات البيئية في حقبة الهولوسين المبكر
في الهولوسين المبكر (حوالي 12,000 عام)، تحولت الصحراء الكبرى في شمال إفريقيا من صحراء جافة إلى بيئة شبيهة بالسافانا، مع أنظمة نهرية كبيرة وأحواض بحيرات، بسبب زيادة مستوى سطح البحر العالمي في نهاية العصر الجليدي الأخير.
قدمت الظروف الرطبة في الصحراء موطنًا مناسبًا للناس والحياة البرية – على عكس وادي النيل، الذي كان غير مأهول بالبشر بسبب مستويات النهر المرتفعة باستمرار والبيئة المستنقعية. في هذا الوقت، كان تصريف النيل عاليًا، وهو ما يتضح من الترسب الواسع للرسوبيات الغنية بالمواد العضوية في حوض البحر الأبيض المتوسط الشرقي.
الدراسة واستخدام التكنولوجيا الحديثة
درست الدكتورة إيمان غنيم في قسم علوم الأرض والمحيطات بجامعة نورث كارولينا في ويلمنجتون وزملاؤها صور الأقمار الصناعية للعثور على الموقع المحتمل لفرع نهر قديم يمتد على طول سفوح هضبة الصحراء الغربية، بالقرب من حقول الأهرامات.
ثم استخدموا المسوحات الجيوفيزيائية ونوى الرواسب لتأكيد وجود رواسب نهرية وقنوات سابقة تحت سطح الأرض الحديث، مما يشير إلى وجود فرع سابق يقترحون تسميته “أهرامات”. يقترح المؤلفون أن التراكم المتزايد للرمال التي تحملها الرياح، المرتبط بجفاف كبير بدأ حوالي 4200 عام، يمكن أن يكون أحد أسباب هجرة الفرع شرقًا وتغطيته بالطمى في النهاية.
تفسير تركيز الأهرامات
قد تفسر الاكتشافات لماذا تركزت هذه الحقول الهرمية على طول هذا الشريط الصحراوي المحدد بالقرب من العاصمة المصرية القديمة ممفيس، حيث كانت ستكون سهلة الوصول عبر فرع النهر عندما تم بناؤها.
بالإضافة إلى ذلك، وجد المؤلفون أن العديد من الأهرامات كانت لها طرق تصل إلى ضفاف النهر المقترحة لفرع الأهرامات، مما يشير إلى أن النهر كان يستخدم لنقل مواد البناء.
أهمية الاكتشاف
تؤكد هذه النتائج على أهمية النيل كطريق سريع وشريان ثقافي للمصريين القدماء وتشرح كيف تأثرت المجتمعات البشرية تاريخياً بالتغيرات البيئية، كما كتب المؤلفون. خلصوا إلى أن الأبحاث المستقبلية للعثور على مزيد من فروع النيل المنقرضة يمكن أن تساعد في تحديد أولويات الحفريات الأثرية على طول ضفافها وحماية التراث الثقافي المصري.