يجمع كل من رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب الكثير من القواسم المشتركة. حيث كانت لكلاهما وجهات نظر مماثلة حول إيران والشرق الأوسط الكبير. ويمارس كلاهما علاقة الخصومة مع الصحافة لتوحيد قاعدتهما السياسية. كما كان لكلاهما علاقة معقدة مع النساء، بما في ذلك خيانة زوجته الثالثة أثناء الحمل.
كل من نتنياهو وترامب قد تعلما أيضا التكتيكات السياسية من بعضهما البعض. فمثلاً فإن نتنياهو يتحدث بخلفية مؤيدين مختلفين، يهتفون وراءه في أحداثه السياسية. كما أن الشعارات الانتخابية التي تم رفعها في حملته الانتخابية قد تم نسخها من شعارات حملة ترامب.
كذلك فإن حتى زلاتهم كانت مماثلة. كان على نتنياهو أن يعتذر بعد سخريته من تلعثم منافسه رئيس حزب “كاحول لافان” بيني جانتس، مثلما واجه ترامب مشكلة عند سخريته من صحفي معاق في نوفمبر 2015.
إن التحدي السياسي المقبل الذي سيشاركه نتنياهو مع ترامب هو أنه، ابتداءً من يوم الثلاثاء، سوف يواجه جلسات استماع في الكنيست بناءً على طلبه للحصول على حصانة من المقاضاة، سيكون مشابهاً بشكل ملحوظ لجلسات الاستماع حول مقاضاة ترامب في مجلس الشيوخ التي بدأت هذا الأسبوع.
للمزيد إقرأ أيضًا:
- “صفقة القرن” أم “هدية القرن” بالنسبة لنتنياهو
- الولايات المتحدة تعلن تفاصيل “صفقة القرن” الأسبوع المقبل
- إسرائيل تخطب “ود المصريين” من خلال صفقة الغاز
تعقد كلتا الجلسات خلال فترة الانتخابات ويتم استخدامها لإثارة وجهة نظر الجمهور، في محاولة لإذلال وإلحاق الهزيمة بأصحاب النفوذ الأقوياء. وفي كلتا الجلسات، يصبح السياسيون رسميًا قضاة، ذو مسؤوليات قانونية.
ومثلما كان ترامب في الخارج في المنتدى الاقتصادي العالمي، عندما بدأت جلسة الاستماع، يمكن أن يكون نتنياهو في واشنطن للكشف عن خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط، عندما تبدأ جلسة الاستماع الأسبوع المقبل.
بالإضافة لذلك لديهم العديد من القواسم المشتركة مثل أن الأصوات هي نتيجة مفروغ منها، وأن جلسات الاستماع نفسها من الناحية العملية مضيعة للوقت. ومثلما لا توجد أغلبية لصالح عزل ترامب في مجلس الشيوخ، حيث سيتم التصويت وفقًا للأحزاب، فإن الحال كذلك في الكنيست، حيث كانت الأغلبية ضد الحصانة واضحة، منذ أن تحول زعيم حزب “إسرائيل بيتنا” أفيجدور ليبرمان إلى جانبه.
بيد أن جلسات الاستماع لكليهما مختلفتان من الناحية الإجرائية. فبينما يهدد رئيس فصيل الليكود ميكي زوهار بمقاطعة جميع أعضاء الكنيست في الائتلاف، يجب على جميع أعضاء مجلس الشيوخ الحضور والجلوس بصمت لعدة ساعات في اليوم دون لمس هواتفهم المحمولة.
على عكس المشهد المتوقع في الكنيست، فإن جلسات الاستماع في واشنطن يتم تصويرها فقط بواسطة كاميرات مجلس الشيوخ، والتي تُظهر المتحدث وأي ردود فعل من أي شخص آخر في القاعة. بينما تم حظر كاميرات الصحافة، مما أدى إلى خفض تقييمات الجلسات.
وقال زوهار إنه سيتم اتخاذ قرار يوم الأحد بشأن ما إذا كان سيتم مقاطعة الإجراءات. وبموجب القانون يتعين على أعضاء الكنيست أن يحضروا 50 ٪ من جلسات الاستماع أو لا يمكنهم التصويت. إذا قرر نتنياهو المقاطعة، فقد تكون هذه إشارة إلى أن نتنياهو سوف يسحب طلب الحصانة قبل إجراء التصويت.
وقال زوهار: “لا أريد أن أشارك في مهزلة وسيرك سياسي يتعارض مع كل التقاليد، بعدم استخدام الكنيست أبدًا أثناء العطلة للمساعدة في الحملات الانتخابية”. وأضاف إن جلسات استماع نتنياهو وترامب “متشابهة للغاية”.
كما صرح زوهار “إن كلاهما يفعل أشياء غريبة ضد منافسيهم الحاليين، لأن منافسيهم أقوى من أن يهزموا بين الناس”. وأضاف “لن تنجح أي جلسة. لن يربحوا بأي شكل من الأشكال. هنا وهناك، إن الجمهور أكثر ذكاءً، ويمكنه الشعور عندما يكون هناك اضطهاد قانوني لمنافس محترم يخدم الجمهور جيدًا”.
كما ضحك زوهار، وفقًا لما نشرته الجيروزاليم بوست، عندما سُئل عما إذا كان أعضاء الكنيست يستطيعون التزام الصمت لساعات. وأعرب عن أسفه لأن إسرائيل لم تتبنى فكرة مجلس الشيوخ عن قصر تصوير جلسات الاستماع على الكاميرات الرسمية، واستخدام لغة قوية لوصف ما يمكن أن يحدث لنتنياهو.
ودافع زوهار عن نتنياهو قائلاً: “لماذا تم منحهم فرصة لصلب رئيس الوزراء؟” “لقد أصبح خروفاً ذبيحة، وهذا غير معقول بالنسبة للرجل الذي كرس حياته لخدمة إسرائيل”.
كذلك فقد اتبع نتنياهو خطى ترامب من خلال انتقاد الرجل الذي سوف يترأس الجلسة، ورئيس حزب “كاحول لافان”، ورئيس لجنة مجلس النواب في الكنيست قريباً آفي نيسينكورن. حيث رأى أنه لم يذهب إلى حد ترامب، بالطبع.
كما انتقد ترامب النائبان آدم شيف وجيرول نادلر، رؤساء مجلس النواب الذين يحاكمون في القضية المرفوعة ضده، ووصفهم بـ “مهجرين” في مؤتمر صحفي في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، سويسرا، يوم الأربعاء. حيث حطم ترامب الرقم القياسي، وغرد 131 مرة في ذلك اليوم.
في كلمته في الجلسة الافتتاحية لليكود في مركز القدس الدولي للمؤتمرات مساء الثلاثاء، صرح نتنياهو إن نيسنكورن كان يؤيد السياسات الاقتصادية لاتحاد عمال الهستدروت الذي ترأسه بدلاً من السوق الحرة. وقال أيضا إن نيسنكورن كان سيحتفظ بالغاز الطبيعي الذي بدأت إسرائيل تصديره الأسبوع الماضي في البحر الأبيض المتوسط.
ورد نيسينكورن بوعوده بأن جلساته ستعقد بنزاهة ومهنية. وقال المتحدث باسمه إنه في الواقع سيكون أفضل من جلسات الاستماع الهادئة والمنظمة في واشنطن.