أثارالنقاش العام حول موضوع “الضم” خلاف حاد في إسرائيل، على جميع المستويات السياسية، من اليمين ومن اليسار، دون التفكير والتمعن في معاني الكلمة وما تشير إليه.
في هذا الصدد، ذكرت صحيفة “معاريف ” الإسرائيلية، أن هذا الجدل العام حول ضم الأراضي في الضفة الغربية- أو بعبارات لطيفة، بدء تطبيق القانون الإسرائيلي في الضفة الغربية- يذكر قليلاً بتجربة بافلوف. الشبيهة برنين الجرس لدي بافلوف الذي تسبب في نباح الكلاب.
كذا فإن انتشار كلمة “ضم” علي الفور أحدثت جدل بين الأشخاص من اليمين ومن اليسار، للرد دون الخوض في هذه القضية. وينطبق ذلك أيضاً علي الكلمات “الدولة الفلسطينية”. يوجد هناك أيضاً نوع من التكييف الكلاسيكي لمن يقفز على الفور ويري فيهم مصدر الخطر والشر في العالم، ويوجد من يعتقد أنه ربح وإنقاذ لشعب إسرائيل. فيحاول أحدهم إحباطه، وبالطبع إذا نجح الأمر فقد باركه الرب بنعمه، في حين يركض آخر إلي المعبد القريب لعشيرته (ميدان رابين) لكي يرتل صلاة “الذي أحيانا” في إشارة إلى بنيامين نتنياهو الذي دائمًا ما يلجأ إلى الحريديم لكي يدعموه.
للمزيد إقرأ أيضًا:
- اجراءات عودة القطارات في إسرائيل
- جنرال في الجيش الإسرائيلي: كارثة حرب 73 ليست بشيء مقارنة بالحرب القادمة
- فيديو إسرائيلي كوميدي يسخر من إسرائيل في حرب أكتوبر
وأشارت الصحيفة، أن الإسرائيليون يتمتعون بقدر كبير من التشدد الفكري. إما معه كلياً أو ضده تماماً. فجأة يتضح أنه بمجرد أن صادف مؤيدي الضم، الذين حاربوا سنين من أجل تحقيق هذا الهدف، والذين يؤمنون بالكلمات السيئة مثل “الدولة الفلسطينية، فإنهم يعارضون بشدة خطة الضم لأن نهجهم يرفض ضم الدولة الفلسطينية، وربما تؤثر كلمة “ضم” بشكل كبير علي مؤيدي فكرة الدولتين، لأن من أجلهم رفض جزء من الضفة الغربية دعم إقامة دولة فلسطينية، وهذا علي الرغم من أن كثير من المؤيدين الجيدين لمبدأ الدولتين، علي الرغم من أن القليل منهم بالفعل في الدولتين.
كجزء من الحوار العام في إسرائيل، يبدو أن مؤيدي خطة ترامب وأيضا معارضيها، لم يقرأوا بعناية في الوقت المعلن، ولم يلاحظ أنصار السيطرة علي كل بقعة في إسرائيل التنازل المطلوب علي افتتاح نيتزانه وبعض من المستوطنات المهمة، وعلي مايبدو أيضاً أن معارضيها لم يلاحظوا تجميد البناء في الضفة الغربية منذ أربع سنوات، في مسألة الضم أيضاً وهو مبدأ كانوا يبشرون به منذ سنوات.
وأشارت الصحيفة أنه قد حان الوقت “للتعافي التلقائي”،هكذا يُطلق علي المصطلحات المهنية عملية إزالة السموم من نفس المنعكس الذي كتبه بافلوف.
وبالنسبة للعبارة: دولتان لشعبين، والتي حلت محل موقف اليسار الوسطي التقليدي في أرض “التسوية الإقليمية”، وهو المصطلح الذي ذكر يوسي ساريد مزاياه: مع فرصة كهذه “التسوية الإقليمية”، من علي إستعداد للبقاء لدينا ميل واحد فقط، ومن علي إستعداد للتخلي عن ميل واحد فقط، يستطيعوا العيش معاً في طرف واحد.
أما فيما يتعلق بمبدأ الدولتين، فقد أشارت الصحيفة أن بعض المؤيدين الذين يلتزمون بالفعل بهذه الفكرة. لا يرون دولة ذات سيادة كلاسيكية إلي جانب إسرائيل، ولكن شكل من أشكال الحكم الذاتي بالإضافة إلي ذلك، هي دولة لا تملك جيش، كما لا تملك االسيطرة علي الخارج والوارد، أو السيطرة علي المعابر الحدودية، مع وجود قيود صارمة على السياسة الخارجية؛ فهي تبدو “دولة مزعومة ” أكثر منها دولة حقيقية. فمن الواضح كما قال الحكماء، أن الحياة والموت في اللسان، هذه المقولة أكثر صحة اليوم.