جيروزاليم بوست عن انفجار بيروت: التجربة معلم الحمقى: علقت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية على مجموعة من الآراء والتحليلات، التي نشرتها وسائل الإعلام العربية حول العالم على مدار أسبوع، بأن المثل الأمريكي يقول إن: “التجربة هي معلم الحمقى”. أي أن الحمقى يتعلمون فقط من التجربة الشخصية بدلاً من مشاهدة أخطاء الآخرين.
نقلت البوست عن صحيفة “نداء الوطن” اللبنانية، إن لبنان بالتأكيد ينطبق عليها هذا المثل. إن لبنان منكوب ليس فقط بالانفجار المروع الذي عصف بالعاصمة بيروت الأسبوع الماضي، ولكن أيضا- وربما الأهم- من النظام السياسي الفاسد والمحتال، الذي يحكم لبنان. وأِارت إلى أنه لن يتم حل أي من هذه الكوارث بمعزل عن غيرها. يجب معالجتها معًا.
إقرأ أيضًا: جنرال في الجيش الإسرائيلي: كارثة حرب 73 ليست بشيء مقارنة بالحرب القادمة
كما أشارت إلى إن إعادة بناء بيروت، وإنقاذ الاقتصاد اللبناني من الانهيار، يجب أن يواكبهما تحرير البلاد من الفساد في المؤسسات السياسية والمالية والدفاعية. وهذه هي الرسالة الدقيقة التي بعث بها الحلفاء الفرنسيون والأمريكيون، وحتى العرب إلى لبنان الأسبوع الماضي. كما إنها أيضًا الرسالة التي وجهها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته التاريخية لبيروت. حيث وضع ماكرون خارطة طريق واضحة، بأن المساعدات سوف تتدفق إلى لبنان- وفقط إذا- تخلصت البلاد من الفساد وعملت على إعادة بناء نظامها السياسي.
وأضافت الصحيفة أن ماكرون على استعداد لوضع هذا على المحك. ومن المقرر أن يزور بيروت مرة أخرى في غضون أسابيع قليلة، في الأول من أيلول / سبتمبر، بمناسبة الذكرى المئوية لإعلان الجنرال غورو عن قيام دولة لبنان الكبير.
شاهد أيضًا: شارون: من يحضر قتيل يشرب شمبانيا- هكذا تم قمع المقاومة في غزة في السبعينات
وكتبت: “لسوء الحظ، ما زالت السلطات اللبنانية لم تستوعب رسالة ماكرون. إذا كان هناك أي شيء، يبدو أن السياسيين اللبنانيين يتبعون النهج المعاكس المتمثل في الاستمرار في أكاذيبهم وخداعهم، من أجل التهرب من المساءلة. إنهم يفهمون أن محاربة الفساد تعني الكشف عن بنية النظام السياسي اللبناني برمته، وبالتالي وضع حد لنهبهم للمال العام والخاص، وتعديهم على القانون والتهرب من المسؤولية. إن الإصلاحات السياسية تعني إنهاء عاداتهم الراسخة.”.
وأخيراً نقلت عن الصحفي رفيق خوري أنه على لبنان تشكيل حكومة جديدة تكون مسؤولة أمام الجمهور. دعونا نأمل أن نتعلم أخيرًا من أخطائنا بدلاً من انتظار حدوث كارثة أخرى.
كما نقلت عن صحيفة “الجزيرة” السعودية مقالًا بعنوان: الاقتصاد ثانيًا، نزع سلاح حزب الله أولاً، والذي تم نشره في الثامن من أغسطس الجاري، حيث كتب خالد بن حمد المالك، أن المسئولون في لبنان أثناء حديثهم عن إعادة إعمار لبنان قد تناسوا أن هناك ما هو أهم من الدعم الاقتصادي، أي الشفافية في كشف المستور عن المؤامرة على لبنان، وأن الحديث عن القتلى والمصابين الأبرياء، أهم من الحديث عن استخدام الحادث لاستجداء الدول لدعم اقتصاد لبنان.
وأضاف إلى أنه بينما يكافح العشرات من المدنيين اللبنانيين الأبرياء للحفاظ على حياتهم اليومية في مدينة مدمرة، فمن واجبنا كحلفاء للبنان ضمان ألا تتكرر الظروف السياسية التي أدت إلى هذه الكارثة. ماذا سيحدث بعد أن ندعم الاقتصاد اللبناني؟ هل سيتغير المأزق السياسي؟ هل يختفي الفساد؟ “وتساءل المالك، من سيضمن أن الدولارات التي نحولها إلى لبنان في مرحلة لاحقة ستشق طريقها بالفعل إلى اللبنانيين؟.
كما أشارت البوست إلأى مقال صحيفة الجمهورية اللبنانية: تدمير بيروت بداية انهيار دومينو الفساد، حيث كتب طارق ترشيشي، إن التحقيق في ما حدث بالضبط في مرفأ بيروت الأسبوع الماضي قد يكون مستمراً، لكن هناك شيئاً واحداً واضحاً منذ البداية: سبب الانفجار الذي هز بيروت هو الفساد. مثل الكوارث الأخرى التي عصفت ببلدنا في الماضي، فإن انفجار بيروت هو أولاً وقبل كل شيء كارثة سياسية خلقها قادتنا. النظام السياسي اللبناني الفاسد نهب ثروات بلادنا وحرم شعبنا من قدرتهم على العيش بكرامة.
وأضاف الترشيشي: “الفساد هو الذي أبقى 2700 طن من نترات الأمونيوم في وسط ميناء صاخب يعمل بمثابة القلب النابض لاقتصاد بلدنا. كما أدى الفساد أيضًا إلى وفاة أكثر من 150 شخصًا بريئًا كان خطأهم الوحيد هو التواجد في المكان الخطأ والوقت الخطأ في عاصمة بلدهم.
إقرأ أيضًا: تاريخ يهود الجزائر وسر العداء بين الجزائر وإسرائيل
“لن تمر هذه الجريمة دون تحقيق، ولن يفلت الجناة من الحكم. سنطلب من مسؤولينا المنتخبين أن يخرجوا للجمهور ويتحدثوا. مجرد الاستقالة من مناصبهم لن تكون كافية، لأنها تعني التهرب من المسؤولية وتحويل الانتباه إلى شخص آخر. وبمجرد أن نحصل على الإجابات التي نريدها، سننتقل إلى الانتخابات البرلمانية. في حالة لبنان، كان ينبغي إجراء هذه الانتخابات في وقت أقرب بكثير. ستكون كارثة بيروت بمثابة قوة قاهرة ستجعل سياسيينا يكشفون عن ممارساتهم السرية، ويكشفون عما قد يفعلونه أو لا يفعلونه. ومما لا شك فيه أن من أكبر مصائب حكومتنا عدم قدرتها المستمرة على الشروع في الإصلاحات التي طلبها المجتمع الدولي والمؤسسات المالية الدولية التي عرضت إنقاذ لبنان من الانهيار. إن عدم القدرة على التصرف وقبول مساعدة الآخرين في الأوقات العصيبة، يثير الشكوك حول دوافع المسؤولين المنتخبين لدينا.
نعلم جميعًا أن الإحجام عن التعاون مع المانحين الدوليين نابع بشكل أساسي من الخوف من الكشف عن الفساد والمحسوبية المستمرة في بلادنا. الآن وقد تم رفع جميع الأقنعة وإزالة جميع العقبات، ليس لدى سياسيينا مكان للاختباء. سوف يتعين عليهم أن يتطهروا وأن يحاسبوا.
واختتم الترشيشي مقاله قائلاً: “وعلى رغم هول الكارثة وما خلّفته من فواجع ودمار، لا يتردد البعض في ترداد مقولة «رُبّ ضارة نافعة»، متوسّماً أن يكون ما حصل بداية انهيار أحجار لعبة الدومينو، وانكشاف أركان إمبراطورية الفساد بكل اساطيلها وازلامها، وان يكون لبيروت مرفأ عصري متطور على الشاطىء الشرقي للبحر المتوسط”.