قد يكون الكلب أفضل صديق للانسان، لكن لماذا يرمز إلى الشر في الديانة اليهودية
حكم نجاسة الكلاب عند اليهود
جاء في سفر الخروج (11: 7): “وَلكِنْ جَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ يُسَنِّنُ كَلْبٌ لِسَانَهُ إِلَيْهِمْ”.
تذكر بعض المصادر العبرية أنه ربما قد تكون الكلاب ساعدت بني اسرائيل في الخروج من مصر، إلا أنها تدين استخدام الكلاب في التاريخ الحديث في المذابح لتمزيق اليهود، وإلحاق الإصابات الجسدية بهم، وتذكر هنا جنود “معسكر جيستابو” الذين استغلوا الكلاب في تخويف اليهود وإلحاق العذاب الشديد بهم. ربما بسبب ذلك دُفن الكلب في الذكريات السيئة لليهود؛ لأنه وفقًا للشريعة اليهودية يوجد تحريم صريح علي تربية الكلاب خشية تخويف الناس.
كما يصف العهد القديم الكلاب بأنها تتجول في الشوارع في جماعات في المساء، وكثيرًا ما تزعج النائمين بنباحها (مزامير 59 :6):
“يَعُودُونَ عِنْدَ الْمَسَاءِ، يَهِرُّونَ مِثْلَ الْكَلْبِ، وَيَدُورُونَ فِي الْمَدِينَةِ.“
في هذه الفقرة يصرخ داود إلى الرب، ويصف أعدائه بالكلاب التي تبحث عن فريستها وطعامها، إذ كان محاصرًا من رجال الملك شاول. «أنقذني من أعدائي يا الهي. من مقاوميّ احمني. نجني من فاعلي الإثم ومن رجال الدماء خلصني. لأنهم يكمنون لنفسي».
كما تأمر الشريعة اليهودية بإلقاء لحم الفريسة للكلاب، كما جاء في سفر (خروج 22 :31):
” وَتَكُونُونَ لِي أُنَاسًا مُقَدَّسِينَ. وَلَحْمَ فَرِيسَةٍ فِي الصَّحْرَاءِ لاَ تَأْكُلُوا. لِلْكِلاَبِ تَطْرَحُونَهُ.“
فهي شديدة الشراهة لا تعرف الفهم كما جاء في سفر (إشعيا 56 :11):
” وَالْكِلاَبُ شَرِهَةٌ لاَ تَعْرِفُ الشَّبَعَ. وَهُمْ رُعَاةٌ لاَ يَعْرِفُونَ الْفَهْمَ. الْتَفَتُوا جَمِيعًا إِلَى طُرُقِهِمْ، كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى الرِّبْحِ عَنْ أَقْصَى.“
وقد أكلت الكلاب جثة إيزابل الملكة الشريرة في سفر (الملوك الثاني 9 :10)
” وَتَأْكُلُ الْكِلاَبُ إِيزَابَلَ فِي حَقْلِ يَزْرَعِيلَ وَلَيْسَ مَنْ يَدْفِنُهَا». ثُمَّ فَتَحَ الْبَابَ وَهَرَبَ.“
للمزيد إقرأ أيضًا:
- اليهود فى اليمن تحت حكم الحوثيون.. التهجير القسري
- “شتيزل” الحلقة الأولى من المسلسل الإسرائيلي مترجمة إلى العربية
- جنرال في الجيش الإسرائيلي: كارثة حرب 73 ليست بشيء مقارنة بالحرب القادمة
وفي أغلب المواضع التي ذُكر فيها الكلب في العهد القديم، يذكر للدلالة على الحقارة، وكان مِن أسوأ ما يمكن أن يصيب إنسانًا هو أن تأكل جثته الكلاب في الديانة اليهودية.
قضية رجم محكمة يهودية كلب حتى الموت
نشر موقع “بي بي سي” أن محكمة دينية يهودية في القدس حكمت برجم كلب سائب حتى الموت، بدعوى أن روح محام كان قد اهان قضاتها قد تقمصته.
وكان الكلب السائب قد دخل مبنى المحكمة منذ بضعة أسابيع ورفض الخروج منها. وقد أعاد وجود الكلب في المحكمة إلى ذهن أحد القضاة حادثة وقعت قبل عشرين عامًا، عندما دعا قضاة المحكمة ذاتها على محام علماني بأن تدخل روحه جسد كلب، بين أن الكلب هرب من المحكمة قبل تنفيذ الحكم بحقه.
وكان أحد قضاة المحكمة الواقعة في حي مئة شعاريم الذي يسكنه اليهود المتشددون، أو الحريديم قد طلب من أطفال الحي تنفيذ الحكم بحق الكلب، إلا أن إحدى منظمات المدافعة عن حقوق الحيوانات تقدمت بشكوى لدى الشرطة ضد أحد قضاة المحكمة الذي نفى خبر الحكم.
وفي سياق متصل نشرت صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية في موقعها الإلكتروني أن أحد قضاة المحكمة قد أخبرها بأن حكم الرجم هو الطريقة المثلى لمعاقبة الروح التي تقمصت الكلب المسكين”، وخاصة وأن هذا يتلاءم مع حكم نجاسة الكلاب في الدين اليهودي.
لفظ “كلاب” للدلالة على احتقار اليهود للأمم
جاء في الإنجيل (متى ٢٦:١٥) فيما يخص حكم نجاسة الكلاب: “ليس حسناً أن يُؤخَذَ خبزُ البنينَ ويُلقى للكلابِ”، حيث يرى المسيحيون أن هذه الفقرة مثل يهودي شائع، وأن اليهود كانوا يستخدمون لفظ «الكلاب» دلالة على احتقارهم للأمم. كما كان اليهود يقسمون العالم إلى قسمين: اليهود وبنظرهم أنّهم شعب الله المختار، والكلاب وهم من ليسوا يهود، ويعتبرونهم نجاسة ويغسلون أي شيء تمتد إليه يد أممي ولا يأكلون معهم.
كما تدل لفظة “الكلاب” على الأشرار، كما جاء في (المزمور ٢٢: 16):
«لأنه قد أحاطت بي كلاب. جماعة من الأشرار اكتنفتني. ثقبوا يدي ورجلي».
كما وُصف الكلب بعدم الحماية، كما جاء في سفر (إشعياء ٩:٥٦-١٢):
«مراقبوه عمي كلهم لا يعرفون كلهم كلاب بكم لا تقدر أن تنبح حالمون مضطجعون محبو النوم. والكلاب شرهة لا تعرف الشبع وهم رعاة لا يعرفون الفهم التفتوا جميعا إلى طرقهم كل واحد إلى الربح عن أقصى»
وعلى الرغم من حكم نجاسة الكلاب في اليهودية، وُصف الكلب الحارس الأمين للغنم، حيث وثق أيوب بالكلاب أكثر من بعض الناس، حيث جاء في سفر (أيوب١:٣٠):
“أمّا الآن فقد ضحك عليّ أصاغري أيّامًا الذين كنت أستنكف من أن اجعل أباءهم مع كلاب غنمي»
سيظل اسلوب كتابه المقالات من افضل الاساليب اللي قرأتها في حياتي
ربنا يوفقك وتستمرى 💙