صرح كبير المستشارين الطبيين بالحكومة الصينية، أمس الثلاثاء، أن تفشي فيروس كورونا قد وصل إلى ذروته في الصين في هذا الشهر وربما ينتهي بحلول أبريل، في أحدث تقييم لوباء هز العالم، وذلك بحسب ما نشرته صحيفة الجيروزاليم بوست.
وفي مقابلة بين رويترز، و تشونغ نانشان، عالم الأوبئة البالغ من العمر 83 عامًا، والذي اشتهر بمكافحته لوباء السارس في عام 2003، أذرف دموعه على الطبيب لي وين ليانغ الذي توفي الأسبوع الماضي بعد توبيخه بسبب إثارته للقلق.
فير أن تشونغ كان متفائلاً بأن التفشي الجديد لهذا الوباء سيتباطأ قريبًا، مع عدد الحالات الجديدة الذي إنخفض بالفعل في بعض الأماكن.
وقال تشونغ: أن الذروة يجب أن تأتي في منتصف أو أواخر شهر فبراير، تليها إستقرار ومن ثم تناقص، وذلك بناءًا على التوقعات الرياضية النموذجية والأحداث الأخيرة والإجراءات الحكومية.
للمزيد أقرأ أيضًا:
- لماذا لا يُصاب الأطفال بفيروس كورونا؟
- صحيفة إسرائيلية: اتصالات سرية لتنسيق لقاء بين نتنياهو وولي العهد السعودي
- “وادي الدموع” مسلسل تلفزيوني إسرائيلي بتكلفة مليون دولار للحلقة عن حرب أكتوبر
على الرغم من أن تعليقاته قد تهدئ بعض القلق العالمي بشأن فيروس كورونا، الذي أدى إلى مصرع أكثر من 1000 شخص، و إصابة أكثر من 40000 حالة، وكلها تقريباً في الصين، اتضح أن التوقعات السابقة لتشونغ بالذروة المذكورة أعلاه كانت سابقة لأوانها.
وأضاف تشونغ، الذي ساعد في تحديد العيوب في أنظمة الاستجابة لحالات الطوارئ في الصين خلال أزمة السارس 2002-2003: “لا ندري سبب كونها معدية للغاية، لذا فهي مشكلة كبيرة”.
وقال إنه كان هناك انخفاض تدريجي في الحالات الجديدة في مقاطعة قوانغدونغ الجنوبية حيث كان مقر الوباء فيها، وكذلك في تشجيانغ وأماكن أخرى. “لذلك هذا خبر سار بالنسبة لنا.”
ومع اتخاذ الصين إجراءات غير مسبوقة لإغلاق المناطق المصابة للحد من طرق انتقال العدوى الفيروسية، أشاد تشونغ بأن الحكومة لابد و أن تغلق مدينة ووهان المعتبرة مركز الزلزال (تفشي الوباء)، كما قال أنها فقدت السيطرة على الفيروس في مرحلة مبكرة.
كما أضاف:”يجب أن تتحمل الحكومة المحلية وسلطة الرعاية الصحية المحلية بعض المسؤولية حول هذا.” “فهي لم تنجز عملها بشكل جيد.”
في سياق متصل، يُعتقد أن الفيروس نشأ في أوائل ديسمبر في سوق ووهان للمأكولات البحرية، حيث تم بيع الحيوانات البرية بطريقة غير مشروعة.
كما تعرضت السلطات المحلية لانتقادات شديدة بسبب تهديدها الشديد للطبيب الراحل لي، الذي تم توبيخه من قبل الشرطة في أوائل يناير بتهمة “نشر شائعات” عن المرض قبل أن يصبح أكثر الوفيات شهرة يوم الجمعة الماضي.
وقال تشونغ وهو يمسح دموعه: “أغلبية الناس يعتقدون أنه بطل الصين. أنا فخور به للغاية، لقد أخبر الناس الحقيقة في نهاية ديسمبر، ثم توفي”.
كما أضاف أنه يقف وراءه مئات الأطباء الآخرين الذين يرغبون جميعاً في قول الحقيقة وتشجعهم الحكومة الآن على فعل ذلك. وقال “نحن حقًا بحاجة للاستماع لهم”.
اصيب بالفيروس حتى الآن أكثر من ٤٠ الف شخص فى البر الرئيسى الصينى، كما أنه انتشر إلى ٢٤ دولة على الأقل.
وقال تشونغ الذى أعلن عن عدم رغبة الحكومة في مشاركة المعلومات الخاصة بازمة السارس لفترات طويلة: “أن بكين قد فعلت أفضل بكثير من الوقت الحالي فى قضايا مثل الشفافية والتعاون مع منظمة الصحة العالمية”.
وأضاف لابد من فعل الكثير، بما في ذلك نهاية تجارة الحيوانات البرية، ووجود تعاون دولي أفضل بشأن تكنولوجيا النظافة العامة، وتحسين تشغيل مراكز مراقبة الأمراض، ووجود النظام العالمي “سنتري” للتحذير من الأوبئة المحتملة.
كما قال خلال مقابلة فيما يقرب من 90 دقيقة: “أنه إذا كان لدينا تعاون أفضل و منسق، يمكننا أن نجد ذلك أسهل و كنا تمكنا من منع إنتقاله من إنسان إلى إنسان في وقت سابق و بطريقة أسهل.”
و أضاف تشونغ أنه لازال يملأه الشك حول كيفية إصابة المرضى بكورونا، إذا كانت العدوى عبر البراز وما يسمى “سوبرسبريدرز” يساعد على نقل المرض.
وحتى الآن، فإن بيانات الصين تعرض أن معدل تفشي الفيروس منخفض جدا، مع أقل من ١٠٪ من الحالات المؤكدة، ولكن تشونغ قال ان السلطات لا تترك أي شيء للصدفة، و يتم عزل العديد من المرضى في جناح الآن بصحة بصورة معقولة.
“لم يعرفوا بعد ما إذا كانوا سوف تعود إليهم العدوى مرة أخرى أم لا… لذلك السبب فإن معدل العلاج حتى الآن ليس مرتفعا”.
وقال: أن إرتداء الأقنعة (الكمامات الواقية) خارج منطقة العدوى لم يكن ضروريا دائما، وقال أن الحظر الذي فرضته الولايات المتحدة و دول أخرى على دخول الصينين كان مفرطا في رد الفعل. كما أضاف قائلا أنه من الواضح أن الأطفال أقل ضعفا.
وأصاف تشونغ بأن التعاون العالمي غير السياسي أمر حاسم. و قال: “اعتقد انه ربما يجب علينا ان نكون قريبين أكتر، اعنى بصفة خاصة بزملائنا وعلمائنا، وأن نحظى بمزيد من التعاون”. واضاف “اننا نتعامل فقط مع المرض لا علاقة لذلك بالأمر السياسي”.