خروج بني اسرائيل من مصر (بالعبرية: יציאת מצרים )، هو مصطح يعني مغادرة بني إسرائيل مصر القديمة، كما وصفتها التوراة. ويعد خروج بني اسرائيل من مصر، بقيادة نبي الله موسى، من الأحداث الفاصلة في التاريخ الذي قصته علينا الديانات الإبراهيمية التوحيدية الثلاثة. لكن مع الأهمية الدينية لتلك الحادثة، فإنها لم تُذكَر في الكتب والوثائق التاريخية، وبقيت النصوص الدينية المقدسة، مثل العهد القديم والقرآن الكريم، المصادر الوحيدة التي تمدنا بالمعلومات والتفاصيل لما جرى في تلك الواقعة المهمة.
تختلف الآراء في تحديد توقيت الخروج. فبحسب المعلومات والإشارات الواردة في العهد القديم، انقسم الباحثون إلى ثلاثة اتجاهات كبرى: الأول يرى أن الخروج وقع في القرن السادس عشر قبل الميلاد، والثاني يجعله في القرن الخامس عشر، أما الثالث، فيحدده بالقرن الثالث عشر.
يتفق العهد القديم مع القرآن الكريم في أن دخول يعقوب وأبنائه إلى مصر، قد حدث في زمن الشدة والمجاعة، وأنهم بقوا فيها عندما التقوا بيوسف الذي كان يشغل وقتها إحدى الوظائف الكبرى في الحكومة المصرية.
يذكر الكتابان أوصافًا متشابهة، في معظمها، للضربات والكوارث التي أنزلها إله العبرانيين على المصريين انتقامًا منهم لظلمهم شعبه. لكن مع ذلك، فإن الكتابين يقدمان تفسيرًا مختلفًا لمسألة الخروج.
للمزيد إقرأ أيضًا:
- هجرة سيدنا ابراهيم إلى مصر| الرحلة إلى مصر
- الحلقة الأولى من مسلسل ساعة الاغلاق| ساعات قبل حرب أكتوبر
- تحميل كتاب أساطير التوراة الكبرى وتراث الشرق الأدنى pdf
في الإصحاح الثالث من سفر الخروج، ورد قول الرب لموسى، مفسرًا الأمر بخروج بني إسرائيل: «إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ مَذَلَّةَ شَعْبِي الَّذِي فِي مِصْرَ وَسَمِعْتُ صُرَاخَهُمْ مِنْ أَجْلِ مُسَخِّرِيهِمْ.. فَالآنَ هَلُمَّ فَأُرْسِلُكَ إِلَى فِرْعَوْنَ، وَتُخْرِجُ شَعْبِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ». ما يعني أن عملية الخروج تمت بناء على أمر من إله بني إسرائيل.
أما في القرآن الكريم، فلم يأت التفسير في السياق نفسه، إذ ورد في سورة الإسراء، قوله تعالى واصفًا حال فرعون مع بني إسرائيل: «فَأَرَادَ أَن يَسْتَفِزَّهُم مِّنَ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ جَمِيعًا».
ونستنتج من هذا فإن بني إسرائيل قد خرجوا من مصر بوحي من الله إلى نبيه موسى -عليه السلام-، كما قص الله سبحانه في كتابه نبأ خروجهم، واتّباع فرعون لهم، وإغراق الله له، قال سبحانه: وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى * فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ {طه:77-78}،
وعند خروج بني اسرائيل من مصر اخذوا اموال والذهب والفضه من المصرين وأمر الله موسى أن يضرب بعصاه البحر، فضرب فانفلق البحر، وإذا اثنا عشر طريقًا لاثني عشر سبطًا لكل سبط طريق. وساروا آمنين حتى وصلوا البر.
تقدم فرعون بجنوده. وعندما وصل فرعون وجنوده إلى عرض البحر انطبق عليهم وماتوا غرقًا.
أكرم الله بني إسرائيل في رحلتهم هذه فظللهم الغمام أينما ساروا، ولما عطشوا دعا موسى الله فأجابه ﴿اضرب بعصاك الحجر﴾ (البقرة: 60 )، فخرج منه الماء، ولما جاعوا أنزل عليهم المنَّ والسلوى. والمن شيء يشبه الحلوى على أوراق الشجر، والسلوى طير يأخذونه من الأشجار بسهولة.
كانت عملية الاستعباد الطويلة في مصر قد أفسدت ذوق بني إسرائيل وخُلُقهم، فكانوا يسأمون من كل شيء ولا يصبرون على شيء، و صنع السامري من الذهب الذي اخذه بني اسرائيل من المصرين عجل وعبدوه عندما كان موسي يكلم الرب علي جبل سيناء و رجع موسي الي قومه منزعجًا، والقى الألواح التي تلقاها من الرب، والتي كانت تحتوي علي الوصايا العشر.
وكانوا جبناء خافوا دخول الأرض المقدسة لأن فيها قومًا جبارين. وما كان جوابهم إلا أن كفروا فقالوا ﴿ياموسى اجعل لنا إلهًا كما لهم آلهة﴾ الأعراف: 138، وغضب موسى وقال: ﴿ إنكم قوم تجهلون﴾ الأعراف: 138، ونتيجة جحود بني اسرائيل عاقبهم الرب بالتيه لمده اربعين سنة.
مراسم الاحتفال بـ خروج بني اسرائيل من مصر
وبالنسبة لمراسم الاحتفال بالخروج من مصر بالنسبة إلى اليهود، اعتاد اليهود على الاحتفال بتلك الذكرى، من خلال ما يُعرف بـ«عيد الفصح»، الذي يعتقدون أنه يوافق ذكرى خروج أجدادهم من مصر متعجلين، قبل أن تُتاح لهم الفرصة لتناول خبزهم، ما جعلهم يأكلونه على شكل فطير غير مختمر.
ويأتي هذا العيد دومًا مع بداية الربيع، وتستمر مراسم الاحتفال به سبعة أيام كاملة. أما بالنسبة إلى المسلمين، فقد اعتادوا أن يسترجعوا ذكرى تلك المناسبة المقدسة، من خلال صيام يوم العاشر من محرم، ويطلقون عليه «يوم عاشوراء»، إذ ورد في صحيح البخاري، أن النبي لما هاجر إلى المدينة المنورة، وجد اليهود فيها، يحتفلون في هذا اليوم تحديدًا بنجاة موسى من فرعون مصر، ولذلك دعا المسلمين إلى صيام ذلك اليوم، شكرًا لله وتقربًّا إليه، وفسر ذلك بقوله: «نحن أولى بموسى منكم»، قاصدًا يهود المدينة.