دليلة وشمشون: دليلة هي شخصية ظهرت في العهد القديم في سفر القضاة، كانت الزوجة الثالثة للقاضي الإسرائيلي شمشون، بحسب رواية العهد القديم كشفت دليلة لشعبها “الفلسطينيين” سر قوة شمشون في مقابل المال، أي شعره؛ وتسببت بذلك في هلاكه.
تُذكر قصة شمشون بن منوح الدني في سفر القضاة (13- 16)، كما يُذكر في العهد الجديد في “الرسالة إلى العبرانيين” (الإصحاح 11)، وقد شاعت قصته في القرن الحادي عشر قبل الميلاد.
قصة دليلة وشمشون في العهد القديم
بحسب القصة المذكورة في العهد القديم في سفر القضاة، عندما خاف الفلسطينييون من قوة وبطش القاضي الإسرائيلي شمشون بن منوح، عرضوا على دليلة أن تقوم بإغراء شمشون، حتى تكشف لهم عن سر قوته الهائلة، وفي مقابل ذلك عرضوا عليها ألف ومائة قطعة من النقود.
وبالفعل قامت دليلة بمحاصرة شمشون دائمًا بالسؤال عن سر قوته، إلا أنه كان يخبرها بأسباب وهمية في كل مرة من أجل إرضائها. ولكن في النهاية عندما حاصرته أكثر بالأسئلة، كشف لها شمشون أن قوته تكمن في شعر رأسه، الذي لم يحلقه أبدًا، لأنه كان نذرًا للرب منذ مولده: ” قوتي في جدائل شعري السبعة فإذا حُلقتْ ذهبت قوتي”.
للمزيد أقرأ أيضًا:
- المسلسل الاسرائيلي “طهران” الحلقة الثالثة|| مترجمة إلى العربية הסדרה טהראן פרק 3
- نجم هوليوود نافيد نجيبان يعود لموطنه إيران من خلال المسلسل الإسرائيلي “طهران”
- إسرائيل جنة غسيل الأموال في العالم
ويذكر العهد القديم أنه بعد ذلك، جعلته ينام على ركبتيها، وبينما كان شمشون نائمًا، قامت دليلة بقص شعر رأسه، ثم نادت قومها فأمسكوا به وفقأوا عينيه، ثم سَخَّروه في الطحن بدلاً عن حمار الرحى، وعرَّضوه لكل الإهانات أمام الناس.
وفي يوم العيد الكبير كان قد نبت شعره وعادت إليه قوته وهم لا يعلمون، وكان هناك حشد كبير من الفلسطينيين، وعلى السطح نحو ثلاثة آلاف رجل وامرأة، ينظرون إلى شمشون، فدعا شمشون الرب وقال يا سيدي الرب اذكرني وشددني يا الله هذه المرة فقط فانتقم نقمة واحدة عن عيني من الفلسطينيين، وقبض شمشون على العمودين المتوسطين اللذين كان البيت قائماً عليهما، واستند إليهما واحد بيمينه والآخر بيساره وقال: لتمت نفسي مع الفلسطينيين، وانحنى بقوة فسقط البيت على جميع من فيه، فكان الموتى الذين أماتهم في موته أكثر من الذين أماتهم في حياته.
من بين جميع زوجات شمشون يذكر العهد القديم أنه أحب دليلة فقط من بينهن، في حين لا يذكر أنها أحبته قط.
لم يذكر العهد القديم صراحة أصل دليلة، وهناك من الباحثين من يرفض افتراض كونها فلسطينية، مثل يعقوب ليور. لكن الرأي السائد هو كونها فلسطينية. وهناك آخرون يرون استنادًا إلى العديد من الإشارات في العهد القديم، أنها لم تكن فلسطينية وإنما كنعانية، أو ربما كانت إسرائيلية خانت شمشون مقابل المال.
قصة دليلة وشمشون في الكتاب المقدس
عاش شمشون عندما كان الله يعاقب بني إسرائيل بتسليمهم لأيدي الفلستيُّون، وعندما أصبح شابا ترك بلاده ليرى مدن الفلستيُّون وهناك أحب امرأة فلستية وتزوجها، وكان الزواج ضمن الخطة الإلهية لضرب الفلستيُّون. وفي طريقه لطلب يدها هاجمه أسد آسيوي فشقه وقتله شمشون بيده بقوة الرب وبدون سلاح.
وفي طريقة للعرس لاحظ شمشون أن النحل عشش في جثة الأسد وصنع عسلا فأكل منه وأعطى أيضا والديه. وفي حفل الزواج أخبر شمشون ثلاثين رجلا فلستيا أحجية ووعدهم بثلاثين قميصًا وثلاثين قطعة ثياب، وكانت الأحجية: من الآكل خرج أكل، ومن القوي خرجت حلاوة، والتي تشير لتجربته مع الأسد. غضب الفلستيُّون من الأحجية، وأخبروا زوجته أنهم سيحرقونها مع عائلة أبيها إن لم تكتشف الحل وتخبرهم. وبعد رجاء الزوجة أخبرها شمشون فأخبرتهم، وقبل غروب اليوم السابع أخبروه: أي شيء أحلى من العسل وما هو أقوى من الأسد؟
فرد عليهم: “لولا أنكم حرثتم على بقرتي، لم تكونوا لتعرفوا حل أحجيتي”، وغضب وقتل ثلاثين رجلاً فلستياً وأخذ لباسهم ليعطيها للثلاثين فلستيا الذين حضروا الحفل.
وعند رجوعه لبيت والدها اكتشف أن زوجته أعطيت لصديقه كزوجة، ورفض والدها السماح له برؤيتها وعرض عليه أختها الصغيرة فقام شمشون بوضع مشاعل على أذناب ثلاثمئة ثعلب لتركض خائفة في حقول الفلستيُّون وتحرقها كلها، عرف الفلستيُّون سبب حرق شمشون لمزارعهم فحرقوا زوجته ووالدها حتى الموت، وانتقاما منهم قام شمشون بذبح عدد أكبر من الفلستيُّون.