مقالات مشابهة
يذهب العديد من اليهود كل عيد راس السنة اليهودية إلى أقرب بحر أو نهر أو بحيرة أو حتى حمام سباحة ويصلون بالقرب منه، فيما يُعرف بصلاة “تشليخ” ومعناها بالعبرية “تطرح”، حيث جاء في سفر (ميخا 7: 19)” يَعُودُ يَرْحَمُنَا، يَدُوسُ آثَامَنَا، وَتُطْرَحُ فِي أَعْمَاقِ الْبَحْرِ جَمِيعُ خَطَايَاهُمْ.” وقد بدأت صلاة “تشليخ” كطقس يهودي قديم اعتاد اليهود ممارسته في عيد رأس السنة (غالبًا يكون في اليوم الأول، وإذا صادف أن كان يوم سبت يكون في اليوم التالي) ويرمز هذا الطقس إلى طرح خطايا وذنوب المصلين إلى مصدر المياه الجارية الذي يوجدون بجانبه.
ويبدو أن مصدر هذه العادة من المجتمع الألماني في القرن الخامس عشر، وهناك من يربطها بعادة مسيحية قديمة كانت شائعة في ألمانيا في القرن الرابع عشر. على أيه حال فقد تحول طقس “هتشليخ” بداية من القرن السادس والسابع عشر أن يكون شائعًا بين الطوائف الشرقية “السفارديم”، ويمكن الاستدلال على وجود هذه العادة القديمة من كثرة منابع المياه الموجودة بالقرب من المعابد اليهودية في أوروبا.
ماذا يفعل اليهود في هذا الطقس في راس السنة اليهودية؟
اعتاد اليهود على مر الأجيال الوصول بعد الظهيرة في اليوم الأول من رأس السنة إلى شاطئ البحر أو النهر والذي يوجد به أسماك ويتلون صلاة خاصة تسمى “تشليخ”. وتتضمن الصلاة إصحاحات من سفر الجامعة وصيغة خاصة مفادها توسل ومناشدة بالتخلص من الذنوب من الأعماق. وفي نهاية الصلاة هناك من يتخلصون من أطراف ملابسهم رمزًا إلى تخلصهم من الذنوب، وهناك من يرمون فتات الخبز لجذب الأسماك، حيث يعتقدون إن الأسماك رمزًا للبركة حيث تتكاثر بسرعة ولا تصل إليها عين الشر، وهناك رأي آخر يعتقد بتشبيه بني إسرائيل بالأسماك، وأن الصياد الذي يصطادهم في الشبكة هو الرب الذي يحاكمهم في رأس السنة.
ماذا في حالة عدم وجود مياه جارية؟
إعتاد اليهود في الأماكن الغير قريبة من بحر أو نهر أو بحيرة ذات مياه جارية حفر بئر مياه خاص في فناء المعبد والذي يستعملونه في صلاة “تشليخ”، وهناك من كانوا يصعدون لمكان عالي يمكن منه رؤية البحر، بيد أنه عندما يضطر اليهودي يمكنه الاكتفاء بفتح صنبور المياه في الحوض وليس الموجود داخل الحمام.
