سبب حرق اليهود
سبب حرق اليهود: فيما عرف بالهولوكوست المصرى، أو أول مكان لحرق جماعى لليهود فى مصر- والذي حدث في حارة الجودرية، أيام الحاكم بأمر الله. نروي القصة كما وصفها المقريزي في كتابه “المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والاثار”.
اليهود في حارة الجودرية
عُرفت هذه الحارة بالطائفة الجودرية، وهي إحدى طوائف العسكر في أيام الحاكم بأمر الله، بحسب ما ذكره المسبّحي، وقال ابن عبد الظاهر: الجودريّة منسوبة إلى جماعة تعرف بالجودريّة، اختطّوها وكانوا أربعمائة تنسب إلى جودر خادم عبيد الله المهدى مؤسس الخلافة الفاطمية في شمال أفريقيا. وكان يرأسهم أبو علي منصور الجودري الذي كان في أيام العزيز بالله ، وزادت مكانته في الأيام الحاكمية ، فأضيفت إليه مع الأحباس الحسبة وسوق الرقيق والسواحل وغير ذلك.
إقرأ أيضًا: قصة الضربات العشر في التوراة والعهد القديم
وشارع الجودرية يبدأ من رأس حارة الجودرية بأول شارع المؤيد، وينتهى إلى أول شارع الحطابة، وشارع المنجلة وطوله 100 متر وبه من جهة اليسار حارة الجودرية، وهى حارة كبيرة ممتدة إلى جامع بيبرس، وإلى درب سعادة لها بابان إحداهما من جهة سوق المؤيد، والآخر من جهة جامع بيبرس، وبهذه الحارة أربعة فروع غير نافذة، وزقاق يعرف بزقاق الغراب.
سبب حرق اليهود في الجودرية
يقول المقريزى فى كتابه “المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والاثار” عن سبب حرق اليهود ، قال ابن عبد الظاهر: الجودريّة لها حكاية سمعت جماعة يحكونها، وهي أنّها كانت سكن اليهود، والمعروفة بهم؛ فبلغ الخليفة الحاكم أنّهم يجتمعون بها في أوقات خلواتهم ويغنّون: وأمة قد ضلوا ودينهم معتل… قال لهم نبيهم: نعم الإدام الخلو يسخرون من هذا القول ويتعرضون إلى ما لا ينبغي سماعه، فأتى إلى أبوابها وسدّها عليهم ليلاً وأحرقها، فإلى هذا الوقت لا يبيت بها يهودي ولا يسكنها أبدًا.
شاهد أيضًا: مسلسل طهران الحلقة الأخيرة مترجمة إلى العربي הסדרה טהרן פרק 8
الحاكم بأمر الله وعلاقته باليهود والمسيحيين
في عام 1004، أصدر الحاكم قراراً بمنع المسيحيين من الاحتفال بعيد الغطاس وعيد القيامة. وفي عام 1009 دمر كنيسة القيامة في القدس، وأجبر رعاياه المسيحيين على ارتداء صلبان خشبية بعرض نصف متر وطويلة حول أعناقهم. كما حظرَّ استخدام النبيذ وغيرها من المشروبات المسكرة التي لا تصنع من العنب لكل من المسلمين وغير المسلمين على حد سواء. الأمر الذي تسبب في مشقة لكل من المسيحيين، الذين استخدموا النبيذ في طقوسهم الدينية، واليهود ، الذين استخدموه في مهرجاناتهم الدينية.
في عام 1005 أصدر الحاكم بأمر الله أمرًا ألزم فيه أهل الذمَّة بلبس الغيار، وبوضع زنانير مُلوَّنة مُعظمها أسود حول أوساطهم، ولبس العمائم السوداء فوق رؤوسهم، وتلفيعات سوداء، وذلك لتمييزهم عن المسلمين، واستمرت تلك الممارسة حتى سنة 1014. بالإضافة إلى ذلك، أُجبر اليهود على ارتداء قلادة العجل الخشبية، تذكيرًا بخطيئة العجل بعد حادثة الخروج من مصر، والمسيحيين صليب حديد. كما أن ركوب المسيحيين على الخيول كان مقتصرًا على الركوب على سروج خشبية، وأحزمة بدون زينة. وفي الحمامات العامة أُجبر اليهود على استبدال العجل بجرس. بالإضافة إلى ذلك، أُجبرت النساء من “أهل الكتاب” ارتداء حذائين مختلفين، أحدهما باللون الأحمر وواحد باللون الأسود. وظلَّت هذه الممارسة حتى عام 1014.
جامع الجودرية
يقول حسن قاسم فى كتابة أعلام السائلين فيمن قبر بمصر والصادر عام 1937 م عن جامع الجودرى: أن السيد عمر بن أدريس بن جعفر الصادق بالجودرية الصغيرة، وهو المعروف بالجودرى هو من السابعة التى أوصى بزيارتهم .
حارة اليهود
على الرغم من هذا، استمر الوجود اليهودي في مصر، وخاصة في المدن الكبرى، مثل القاهرة العاصمة والإسكندرية. واشتهر التجمع اليهودي في مصر بحارة اليهود، والموجودة في وسط القاهرة، وكان لها أربعة مداخل، من شارع مكسر الخشب وشارع السبع قاعات البحرية وشارع سوق الصيارف وشارع خميس العرسوهي تتبع حاليًا حي الجمالية.
إقرأ أيضًا: تحميل كتاب أساطير التوراة الكبرى وتراث الشرق الأدنى pdf
كما يشاع أن حارة اليهود كانت تضم 8 معابد لم يبق منها سوى ثلاثة فقط، من أشهرها معبد «موسى بن ميمون أو رابي موسي بن ميمون أو معبد هرمبام הרמב”ם»، والذي يقع في 15 درب محمود، وقد انهار سقفه في أول أيام شهر رمضان الكريم في عام 1973 فجأة، كما أن موسى ين ميمون كان طبيبًا وفيلسوفاً شهيرا في بدايات القرن الثاني عشر الميلادي، وكان مقربًا من السلطان صلاح الدين الأيوبي.
وداخل معبد ابن ميمون سرداب يدخله الزائرون حفاة الأقدام، إلى ما يسمى بـ «الغرفة المقدسة»، التي رقد بها جثمان الرمبام لمدة أسبوع قبل نقله إلى مدينة طبريا بأرض فلسطين.
أما بقية المعابد فهي «نعلنيس»، والذي يقع في 20 شارع السقالية، ومعبد “عبد بن يوجاري”، وهو مكون من طابقين ويضم مدرسة لتعليم الديانة اليهودية “بيت مدراش”. وقد إنشئ المعبد علي أرض ملك لـ “نسيم موصيري” ويحرسه ويدرس فيه وقتها الخفير “أبو داود”.
وفي 13 شارع السقالية يوجد معبد رابي إسماعيل، ومعبد تركيه الذي يقع في 13 شارع درب الكتاب، ومعبد الأستاذ، والذي يقع في 20 درب المصريين، ومعبد راب حايم كابوس في درب النصير، ومعبد راب زمرا في حوش الصوف، ومعبد اليهود الفدائية في 52 حارة الكنيسة بالخرنقش.
حارة اليهود الآن
أما الآن فحارة اليهود عبارة من ممر طويل متعرج مكتظ بمئات المحال التجارية، تتفرع منه العديد من الأزقة التي تشرف على ورش لصياغة الذهب، طلاء المعادن النحاسية والحديدية، النجارة والأثاث، محلات بيع الأقمشة ولعب الأطفال وأدوات التجميل والإكسسوارات والتحف ينتهي بك المطاف في النهاية إلى حارة اليهود.