"صفقة القرن" أم "هدية القرن" بالنسبة لنتنياهو

يبدو أن رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد تلقى هدية القرن يوم الخميس، عندما دعاه نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس، هو ورئيس حزب “كاحول لافان” بيني جانتس، إلى البيت الأبيض، لإجراء محادثات يوم الثلاثاء المقبل حول خطة السلام التي طال انتظارها، والمعروفة باسم “صفقة القرن”.

“صفقة القرن” أم “هدية القرن” بالنسبة لنتنياهو

لماذا تعد “صفقة القرن” هدية لنتنياهو؟

وتعد “صفقة القرن” هدية بالنسبة لنتنياهو لعدة أسباب، وفقًا لما نشرته صحيفة الجيروزاليم بوست، أولاً، من المقرر أن يجري الكنيست يوم الثلاثاء تصويتًا مصيريًا على طلب نتنياهو بالحصانة من المحاكمة، بسبب الاتهامات الموجهة إليه بالرشوة والاحتيال وانتهاك الثقة. فهل يتراجع حزب “كاحول لافان” الآن عن طلب عقد الجلسة بسبب القمة في واشنطن، أم أنه سوف يلتزم باستخدام أسلحته؟.

وفي كلتا الحالتين، سوف يكون اهتمام إسرائيل حول ما يحدث في العاصمة واشنطن، وليس على ما يحدث في الكنيست. وهناك، من المتوقع أن يقدم الرئيس دونالد ترامب وطاقم خطة السلام بقيادة صهره جاريد كوشنر، تفاصيل الخطة إلى نتنياهو وجانتس، ثم يمهدان الطريق لضم وادي الأردن وربما أكثر.

أهمية التوقيت

لم يكن من الممكن أن يكون هناك توقيت أكثر ملائمة لنتنياهو، ففي يوم الخميس، التقى بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأغلق على ما يبدو موضوع تأمين الإفراج عن السجينة الإسرائيلية في روسيا نعمى يساسكر. ثم ذهب إلى ياد فاشيم وتحدث أمام حوالي 50 رئيس دولة. وبعد ذلك الحفل، سافر إلى الحائط الغربي مع بنس، حيث تلقى في اجتماع في السفارة الأمريكية في القدس، دعوة رسمية من البيت الأبيض.

كما تعد “صفقة القرن” هدية أيضًا، لأنه على الرغم من دعوة جانتس، إلا أن بنس أشار إلى أن الدعوة تم تمديدها بناءً على طلب نتنياهو. بعبارة أخرى، يبدو نتنياهو وكأنه قائد حقيقي، وليس زعيمًا يلعب ألعابًا سياسية صغيرة، عندما يتعلق الأمر بمسائل ذات أهمية استراتيجية مثل خطة ترامب للسلام، وفقًا لما ذكرته البوست.

للمزيد إقرأ أيضًا:

جانتس في موقف صعب

كذلك يبدو جانتس في موقف صعب. فمن ناحية، سوف يميل إلى رفض الدعوة، حيث سيحدث نفسه، لماذا تلعب دورًا في لعبة نتنياهو؟ فالجميع في السياسة الإسرائيلية- وخاصة في حزب الليكود الذي ينتمي إليه- يعرفون أن نتنياهو ليس سياسيًا كريمًا، إنه لا يشارك رصيدًا أو مرحلة بدون ثمن. وهو أمر معروف من وزراءه الذين يشكون من ذلك طوال الوقت، هناك دائمًا دافع خفي.

الدافع الخفي لنتنياهو

افترضت صحيفة البوست، أن الدافع الخفي يمكن أن يكون في هذه الحالة؟ أنه في الثالث من مارس، اليوم التالي للانتخابات. يعرف نتنياهو أن فرص اليمين في الحصول على 61 مقعداً في الانتخابات المقبلة ليست عالية. فرصته الوحيدة لتشكيل ائتلاف، هي جعل جانتس يوافق على تشكيل حكومة وحدة.

الأمريكان سماسرة

الأمريكيون هم السماسرة. جمعوا مناحيم بيجن وأنور السادات في البيت الأبيض في عام 1979، كما جمعوا اسحاق رابين وياسر عرفات في عام 1993، والآن، في عام 2020، سوف يكونوا قد جمعوا نتنياهو وجانتس في المكتب البيضاوي.

سوف يقدم ترامب خطة سلام مواتية واتفاق دفاع ومن يعرف ماذا. كل ما عليك القيام به، كما يقول، هو تشكيل ائتلاف. من سيكون قادرًا على قول لا؟

عن عزيزة زين العابدين

مترجمة لغة عبرية، وباحثة في الشئون الإسرائيلية في تخصص تحليل الخطاب السياسي الإسرائيلي.

شاهد أيضاً

القوة العسكرية وحدها لا تكفي| قراءة في استراتيجيات الصراع العربي الإسرائيلي

القوة العسكرية وحدها لا تكفي| قراءة في استراتيجيات الصراع العربي الاسرائيلي

القوة العسكرية وحدها لا تكفي| قراءة في استراتيجيات الصراع العربي الإسرائيلي