بحسب ما نشرته صحيفة الجيروزاليم بوست الإسرائيلية، يتوقع المستوطنون والسياسيون اليمينيون الذين “ناضلوا”- بحسب وصف البوست- للاحتفاظ بالمستوطنات الواقعة تحت السيادة الإسرائيلية، رؤية خطة من شأنها أن تمنحهم أكثر، إن لم يكن كل شيء.
وأضافت البوست، إنه إذا وافق البيت الأبيض على خطة سيادة أحادية لبعض أو كل مستوطنات الضفة الغربية، فإن هذا يبدو وكأنه حلم مستوطن قبل ثلاثة أعوام فقط.
وأضافت، لقد كافح اليمين الإسرائيلي، على مدار الـ 27 عامًا الماضية، من أجل احتفاظ إسرائيل بنسبة 10٪ على الأكثر من الضفة الغربية، وفي أسوأ الأحوال واحد أو اثنين بالمائة فقط؛ لذلك قد يعتقد المرء أن الخطة التي من شأنها أن تسلم إسرائيل 30٪ من الضفة الغربية سيتم استقبالها بارتياح شديد.
بدلاً من ذلك ، وبمجرد صدور الأمنيات الطيبة، شرع المستوطنون ومعسكر اليمين، بما في ذلك حزب يمينا، في حملة من أجل الحصول على الحد الأقصى من الأمنيات، ورأت البوست أن شعار “الشعب الأبدي لا يخشى الطريق الطويل” ينطبق عليهم.
وأشارت الصحيفة، أن اليمين الإسرائيلي يطمح إلى وضع خطة للسلام، لا تلتزم بحدود 67، ولا تتعرض للمستوطنات، وأضافت، أنه إذا أمكن أن يتحول تل رملي في الضفة الغربية إلى مدينة، ووافق البيت الأبيض على الاعتراف بهذه المدينة كمستوطنة، تكون جزء من إسرائيل، فلماذا لا يتم الضغط من أجل تحقيق بقية الحلم؟
كما أضافت، أن المستوطنون واليمين الإسرائيلي يرغبان في رؤية خطة تسمح بالضم الكامل للمنطقة “ج” التي تضم 60 في المائة من الضفة الغربية. والأهم من ذلك أنهم لا يريدون رؤية قيام دولة فلسطينية.
للمزيد إقرأ أيضًا:
- “صفقة القرن” أم “هدية القرن” بالنسبة لنتنياهو
- الولايات المتحدة تعلن تفاصيل “صفقة القرن” الأسبوع المقبل
- المسلسل الإسرائيلي “اتونوميا- حكم ذاتي” الحلقة الثالثة مترجمة إلى العربية
في سياق متصل، يتوجه يوسي داجان، رئيس مجلس السامرة الإقليمي، إلى واشنطن لطلب الدعم من البروتستانت والجمهوريين، لضمان مراعاة خطة السلام لهذه الخطوط الحمراء. كما يتوجه أربعة زعماء مستوطنين آخرين، يرأسهم رئيس مجلس يشع، ورئيس مجلس وادي الأردن الإقليمي ديفيد الحياني، إلى العاصمة الأمريكية أيضًا- ظاهريًا لتقديم الدعم لنتنياهو- رغم أن الحياني يعارض بشدة قيام دولة فلسطينية.
كذلك فقد صرحت وزيرة العدل السابقة أيليت شاكيد، إن حزبها يعارض قيام دولة فلسطينية. كما حذر رئيس حزب “يمينا” نفتالي بينيت، من أننا “لن نكون على استعداد لتسليم شبر واحد من الأرض للعرب”.
وهكذا، فإنه إذا كانت خطة ترامب أقل من المنطقة (ج)، وتشمل دولة فلسطينية، فسوف تضع نتنياهو في موقف محفوف بالمخاطر أمام الناخبين.
كما انتشرت الشائعات بأن الخطة سوف تسمح لنتنياهو بتطبيق السيادة على المستوطنات، ولكن ليس على كل المنطقة (ج)، وربما حتى على جميع المستوطنات. كما حذر داجان من أن الخطة تعزل المراكز السكانية الكبيرة للمستوطنين المعروفة باسم الكتل، عن الكتل المعزولة. ربما يشير هذا إلى أنه ربما لن يتم تضمين جميع المستوطنات في الخطة.
بمجرد الموافقة على الخطة، لن يكون أمام نتنياهو العديد من الخيارات، لكن الموافقة عليها، إذا كانت تلبي مطالب اليمين، فسوف تحفز اليمين ونتنياهو كزعيم له. كما سيكون هذا دافع لاعطاء رئيس حزب “إسرائيل بيتنا” أفيجدور ليبرمان سبباً لدعم نتنياهو، وبالتالي منحه ائتلافًا.
لكن إذا حدث ذلك على الأقل، فسوف يتم إقصاء نتنياهو عن قاعدته اليمينية. لا يوجد سوى حزبان آخران غير حزب الليكود، الذين يمكنهم دعمه في هذا السيناريو: ليبرمان وحزب “كاحول لافان”، برئاسة بيني جانتس.
خلال محاولتين انتخابيتن حتى الآن، ترأس جانتس كتلة يسارية من الناخبين، بينما ترأس نتنياهو كتلة يمينية. ولم يحصل أي منهما على الدعم الكافي لتشكيل ائتلاف. كان يمكن أن يكون ليبرمان مرتين صانعًا لليسار أو اليمين، من خلال الانضمام إلى أي من الطرفين.
بيد إنه رفض مرتين، وحاول دون جدوى الدفع من أجل وجود حزب علماني يكون وسطًا بين الليكود وحزب “كاحول لافان”. والآن، في أحدث تطور غير عادي في هذه الحملة الانتخابية، قد يكون ترامب وخطة سلامه هي التي تكسر أخيرًا هذا الجمود الانتخابي.