ليلة حرب اكتوبر ضابط استخبارات إسرائيلي: “فرصة نشوب حرب غدًا مثل فرصة ركوب جدتي دراجة”

الفشل الاستخباراتي الإسرائيلي في حرب اكتوبر 1973م

بحسب ما نشرته دورية “מבט מל”מ” ، والمعنية بالشئون الاستخباراتية والأمنية عن أحداث حرب أكتوبر ، تعود القصة إلى ما قبل نشوب حرب اكتوبر بيوم، بعد ظهيرة الخامس من أكتوبر ألقت قوات الشاباك “جهاز الأمن العام” الإسرائيلي القبض على اثنين من البدو، واللذان عبرا القارب ليلاً بقارب وتسللوا مشيًا على الأقدام غرب القناة، وكانا يحملان أجهزة اتصال لاسلكية.

ليلة حرب اكتوبر 1973

بدأ شلومو ضابط الشاباك المسئول عن سيناء بالتحقيق معهم كل على حدة. وخلال التحقيق تبين أنهما ضابطي كوماندوز مصريين غادرا القاهرة صباح ذلك اليوم، وأنهم قد شاهدوا في طريقهم إلى سيناء العديد من قوافل المركبات العسكرية في طريقها إلى قناة السويس.

للمزيد إقرأ أيضًا:

اندلاع حرب اكتوبر

وقد أخبرا المحقق بما لا يدع مجالاً للشك أنه في اليوم التالي في الساعة 1400 سوف تندلع الحرب “حرب اكتوبر”. ولم تكن هذه المعلومات بناء على ما رأوه وسمعوه من قيادتهم فقط، بل لأنها كانت، كما يقولون، المرة الأولى التي يجرؤ فيها الكوماندوز المصري على عبور القناة والتسلل إلى الضفة الغربية بتعليمات صريحة من الرئيس السادات.

على الفور تم إرسال تقرير إلى نحمان طل رئيس الشاباك في قطاع غزة وسيناء، ومنه إلى القيادة العامة في تل أبيب. وفي نفس الوقت أصدر نحمان أمرًا لحاييم رئيس طاقم المحققين في سيناء، بالتوجه مباشرة إلى الجنوب واستكمال التحقيق مع المتسللين المصريين.

في الساعة 1800 تم نقل الاثنان على متن مروحية خاصة إلى مقر القيادة الجنوبية في بئر سبع بمرافقة المحقق شلومو. وصل حاييم إلى القيادة بعد حوالي ساعتين وبدأ في إعادة التحقيق معهم، فأخبروه بأنه تم تكليفهم بالتسلل إلى سيناء للإبلاغ عن جميع تحركات قوات الجيش الإسرائيلي في المنطقة وإرسال تقارير لا سلكية عنها. ومع اندلاع المعارك تم تكليفهم بالمساعدة في رصد مواقع المدفعية المصرية. كما أكدوا مجددًا أنه ليس لديهم شك في أن الحرب ستندلع في اليوم التالي في الساعة 1400.

وكالعادة تم إرسال تقرير فوري إلى ضابط الاستخبارت في قيادة جدليا، والذي رد بالرفض وأضاف: “فرصة نشوب حرب غدًا مثل فرصة ركوب جدتي دراجة”. وفي نفس الوقت الذي تم فيه التحقيق ، أجريت مجموعة من الأوامر في مكتب لواء القيادة شموئيل جونين.

سارع حاييم إلى إبلاغ اللواء مباشرة بنتائج التحقيق، بعد فترة خرج اللواء من مكتبه وأخبر حاييم أنه قد تحدث مع رئيس المخابرات الحربية اللواء زعيرا، وخلص الاثنان إلى أنه كان تدريبًا وليس أكثر.

وأضاف حاييم إلى أنه بمجرد انتهاء التحقيق قرر بدلاً من العودة إلى منزله الذهاب إلى الموقع في غزة، والمساعدة في التحقيق مع مجموعة ألقت قنابل وتم القبض عليهم في ذلك اليوم. وعندما وصل كان سعيدًا جدًا بتهدئة زملائه وأن يبشرهم بكل ثقة بأنه “لا داعي للقلق، لن تقوم الحرب”.

وقد كانت بالفعل حالة الثقة التامة التي انتابت الإسرائيليين قبل الحرب، من أهم أسباب النصر، حيث كتب المصريين بحروف من نور قصة حرب أكتوبر المجيدة، حيث فوجئ العدو بالهزيمة الكبيرة، وازداد عدد قتلى إسرائيل في حرب أكتوبر.

About عزيزة زين العابدين

مترجمة لغة عبرية، وباحثة في الشئون الإسرائيلية في تخصص تحليل الخطاب السياسي الإسرائيلي.

Check Also

التحليل العسكري لـ معركة المزرعه الصينيه والثغره على الجانبين المصري والإسرائيلي

التحليل العسكري لـ معركة المزرعه الصينيه والثغره على الجانبين المصري والإسرائيلي

التحليل العسكري لـ معركة المزرعه الصينيه والثغره على الجانبين المصري والإسرائيلي