مقالات مشابهة
عقيدة الأرض عند اليهود
عقيدة الأرض عند اليهود: تذيع إسرائيل بين مواطنيها اليهود عقيدة تمييزية بشأن استرداد الأرض، والهدف الرسمي الرامي إلى تقليص عدد غير اليهود يمكن ملاحظته في هذه العقيدة التي تغرس في أذهان الطلاب في المدارس اليهودية في إسرائيل، الذين يعلمون أنها تنطبق على كل أرض إسرائيل.
وبموجب هذه العقيدة، الأرض المستردة هي تلك التي انتقلت ملكيتها من غير اليهود إلى اليهود، ويمكن أن تكون ملكية خاصة، أو ملك الصندوق القومي اليهودي، أو الدولة اليهودية، أما الأرض العائدة لغير اليهود فهي على العكس، أرض “غير مستردة”.
سدوم قرية قوم لوط | علماء يدعون اكتشاف طريقة تدميرها
وهكذا؛ فإذا اشترى يهودي ارتكب أبشع الجرائم التي يمكن تصورها، قطعة أرض من غير يهودي فاضل، أصبحت الأرض “غير المستردة” أرضًا مستردة نتيجة لهذه الصفقة، أما إذا اشترى غير يهودي فاضل أرضًا من أسوء يهودي، فالأرض التي كانت تقية ومستردة، تصبح “غير مستردة”.
والنتيجة المنطقية لهذه العقيدة هي “طرد” (ويدعى أيضًا “نقل”) كل غير اليهود من الآراضي المستردة. وبذلك تكون يوتيوبيا “العقيدة اليهودية“، التي تعتمدها دولة إسرائيل، أرضًا مستردة بكاملها، لا يملك غير اليهود شيئًا منها ولا يعملون فيها.
تحميل كتاب عائلة روتشيلد pdf| آل روتشيلد لـ مجدي كامل
وقد عبر قادة العمل الصهيوني عن هذه الفكرة البغيضة بوضوح كامل، يخبرنا والتر لاكير Walter Laquer، وهو صهيوني متحمس، في كتابه “تاريخ الصهيونية“، أن أحد هؤلاء الآباء الروحانيين، أ. د. غوردون، عارض العنف من حيث المبدأ، وبرر الدفاع عن النفس، ولكنه وأصدقاؤه أرادوا ألا تغرس شجرة أو شتلة في الوطن القومي اليهودي من قبل أحد سوى الرواد اليهود.
وهذا يعني أنهم أرادوا أن يرحل أي شخص آخر، ويترك الأرض التي “استردها” اليهود، وأضاف حلفاء غوردون من العنف أكثر مما عنى هو، وبقى مبدأ “الاسترداد” والنتائج المترتبة عليه.
وبالطريقة نفسها فإن المستوطنات “الكيبوتسيم”، التي اعتبرت على نطاق واسع محاولة لإيجاد يوتيوبيا، مازالت يوتيوبيا مغلقة، وحتى ولو تألفت من ملحدين، فإنها لا تقبل أعضاء عرب، من حيث المبدأ، أما الأعضاء من قوميات أخرى، فتطلب منهم اعتناق اليهودية أولاً، فلا عجب إذا اعتبر أبناء المستوطنات أكثر ابناء المجتمع الإسرائيلي عدوانية.
عقيدة الأرض عند اليهود في القانون الإسرائيلي
هذه العقيدة الحصرية التمييزية، وليس كل الدواعي الأمنية التي تزعمها الدعاية الإسرائيلية، هي التي أملت سياسة الاستيلاء على الأراضي في إسرائيل خلال الخمسينات وفي الآراضي المحتلة بعد 1967. وهذه العقيدة هي التي أدت إلى وضع مخططات يهودية رسمية تهدف إلى “تهويد الجليل”.
وهذا التعبير العجيب يعني تشجيع اليهود على استيطان الجليل بمنحهم مزايا مالية (لا أدري ماذا سيكون رد فعل يهود الولايات المتحدة الأمريكية، لو أن أحدًا اقترح “تمسيح” أو “تنصير” نيويورك أو بروكلين).
نقد قصة الخلق في التوراة| خلق العالم والإنسان
وينطوي مفهوم استرداد الأرض على ما هو أكثر من التهديد الإقليمي، ففي كل أنحاء إسرائيل، يسعى الصندوق القومي اليهودي، مدعومًا بقوة من أجهزة دولة إسرائيل (وخاصة الشرطة السرية)، وينفق مبالغ هائلة من الأموال العامة لاسترداد أي أرض يلاغب غير اليهود في بيعها، ويمنع أي محاولة يقوم بها يهودي لبيع أرضه لغير اليهود، بدفع سعر أعلى له.
