فلسطين الأرض الجرداء في خطاب بن غوريون

فلسطين الأرض الجرداء في خطاب بن غوريون

فلسطين الأرض الجرداء في خطاب بن غوريون: حملت المشاريع الاستيطانية معها الكثير من الادعاءات حول السكان الأصليين. ومن ضمن هذه الادعاءات ما يتعلق بعجز السكان الأصليين، والقدرة الكبيرة للمستعمر على إحداث التغيير الذي يعجز عنه السكان الأصليين.

وبالفعل فقد اتهم اليهود عندما قدموا إلى فلسطين سكان البلاد الأصليين، بأنهم تركوا بلادهم جرداء مقفرة، وأنهم وحدهم القادرون على إعمارها وتحويلها إلى جنة من خلال استعمارها.

يتضح ذلك في فكر بن جوريون السياسي، ومن خلال التقسيمة التي وضعها لأرض فلسطين، حيث قسمها إلى قسمين: الأرض الجرداء غير المأهولة، والتي تشكل ما بين 80- 90% من مساحة فلسطين، والمناطق المأهولة والمستغلة، وبهذه الطريقة اقترح أن يستوطن اليهود المهاجرون الجدد في المناطق الجرداء ويستغلونها.

إقرأ أيضًا: وضع ومكانة المرأة في الديانة اليهودية

وبهذا يرى بن جوريون أن أرض فلسطين جزء كبير غير مأهول بالكامل، وجزء آخر (أقل من 20% من أرض فلسطين) غير مستغل بالصورة الأمثل؛ لأن العرب بطبيعتهم غير قادرين على استخدام الأرض وفلاحتها بالطريقة الأمثل.

يقول بن جوريون: “إن القسم المستغل من الأرض لا يعطي حاليًا كل انتاجه، حيث إن العامل والمزارع العربي غير قادر على استغلاله كما يجب، ويتبع الوسائل البدائية، في حين أن اليهود الذين أثبتوا قدرتهم على الزراعة واستغلال الأرض سوف يستخدمون وسائل حديثة وأساليب زراعية حديثة”.

ومن هنا أعطى بن جوريون الحق للمستعمر الصهيوني في استيطان أرض فلسطين باعتبارها أرضًا غير مأهولة وخالية من الفلسطينيين، ولا يملكها أحد من جهة، ومن جهة أخرى باعتبارها أرضًا لا يحسن العرب فلاحتها وتطويرها، أما اليهود القادمون من أوروبا، فهم يجيدون استغلال الأرض بفضل إطلاعهم على الوسائل الحديثة التي تمكنهم من العمل في الأرض، على عكس السكان الأصليين الذين عاشوا في هذه الأرض آلاف السنين دون أن يتمكنوا من دفعها إلى الإنتاج.

شاهد أيضًا: المسلسل الإسرائيلي “اتونوميا- حكم ذاتي” الحلقة الرابعة مترجمة إلى العربية

إن عجز السكان الأصليين، وتفوق المستعمرون، يعطي حقًا استعماريًا في السيطرة على الأرض، ومبررًا أخلاقيًا له من وجهة نظر بن جوريون، وقد كان هذا العجز عن إحياء الأرض مرده إلى عاملين من وجهة نظر بن جوريون، الأول أنها منطقة شبه خالية من السكان العرب، والثاني أن العرب لا يجيدون استثمار المناطق القليلة التي يعيشون فيها ولا يحتاجونها، يقول:

“أحد الأسباب الأساسية التي حضرنا من أجلها للإستيطان في فلسطين: خلو البلاد النسبي من السكان، وهذا يعطينا أمكانيات كبيرة للإستيطان لا يحتاجها العرب، ولن يستغلونها”.

إقرأ أيضًا: قصة أول مستوطنة يهودية في فلسطين “بتاح تكفا”

عن عزيزة زين العابدين

مترجمة لغة عبرية، وباحثة في الشئون الإسرائيلية في تخصص تحليل الخطاب السياسي الإسرائيلي.

شاهد أيضاً

هل يعكس خطاب بينيت الأول في الأمم المتحدة تغيرًا في السياسة الخارجية الإسرائيلية؟

هل يعكس خطاب بينيت الأول في الأمم المتحدة تغيرًا في السياسة الخارجية الإسرائيلية؟

هل يعكس خطاب بينيت الأول في الأمم المتحدة تغيرًا في السياسة الخارجية الإسرائيلية؟