الديكتاتورية تحت ستار الحرب قراءة في سياسات نتنياهو وغالانت| في مقال رأي كتبه الدكتور أوري زيلبرشيد، أستاذ الفلسفة السياسية والقانون الدستوري ببرنامج الأمن القومي بجامعة حيفا، تناول فيه تعمق الخلاف السياسي والعسكري داخل إسرائيل فيما يتعلق بإدارة الحرب. يرى زيلبرشيد أن هذا الخلاف لا يقتصر فقط على التوجهات العسكرية بل يمتد إلى مفهوم أوسع يتعلق بشكل الدولة ومستقبلها.
قراءة في سياسات نتنياهو
يقول زيلبرشيد إن الخلاف الرئيسي يكمن بين معسكرين: الأول يقوده رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي يفضل سياسة الحرب المستمرة، وهو ما يراه زيلبرشيد تعبيرًا عن رؤية تسعى لبناء “ديكتاتورية”. وفقًا له، يسعى من يريد بناء ديكتاتورية إلى تأجيج الصراعات مع الجيران وحتى تبني سياسة حرب استنزاف طويلة الأمد على الحدود.
ويعتمد هذا التوجه على تقليص دولة الرفاه الاجتماعي، التي تمثل الأساس الاقتصادي والاجتماعي للديمقراطية. يشير زيلبرشيد إلى أن هذه السياسة تترافق عادة مع تدهور أخلاقي للجيش وزيادة الاستخفاف بحياة الإنسان، وهو ما وصفه بأنه أحد سمات الديكتاتوريات.
في المقابل، يمثل وزير الدفاع يوآف غالانت توجهًا مغايرًا. يشير زيلبرشيد إلى أن غالانت، إلى جانب العديد من كبار قادة الأمن، يدعو إلى إنهاء الحرب في غزة من خلال صفقة لتحرير الأسرى، وإدخال قوى فلسطينية وعربية معتدلة إلى القطاع كبديل لحكم حماس.
اقرأ أيضًا:
- هل حمل خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة إشارة مبطنة لـ اغتيال حسن نصر الله؟
- مسلسل فوضى اليهودي الحلقة 2 |الموسم الأول פאודה
- سر العداء بين هرتزل وال روتشيلد: “خطاب هرتزل إلى ال روتشيلد”
ويضيف أن غالانت يرى أن بناء دولة ديمقراطية ومستقرة يتطلب تعزيز دولة الرفاه وتحقيق الأمن من خلال جيش قوي أخلاقي يحمي مبادئ “طهارة السلاح”، التي تهدف إلى حماية الديمقراطية.
زيلبرشيد يشير إلى أن نتنياهو يعارض هذه السياسات، وهو ما أدى إلى تصاعد التوتر بينه وبين غالانت. ويذهب إلى أن نتنياهو قد يفضل إنهاء الحرب في الشمال دون تحقيق نصر إسرائيلي واضح، من أجل العودة إلى حالة حرب استنزاف، أو حتى جرّ إسرائيل إلى حرب إقليمية شاملة.
في ختام مقاله، يؤكد زيلبرشيد أن هذا الخلاف هو في جوهره صراع على مستقبل الصهيونية. ففي حين يسعى غالانت إلى الاستمرار في بناء إسرائيل كدولة رفاه ديمقراطية قائمة على مبادئ “خطة ألون” الأمنية، فإن نتنياهو يقود اتجاهًا مخالفًا يسعى لتحويل إسرائيل إلى دولة استبدادية تعتمد على الحرب المستمرة.