في دراسة حديثة تناولت موضوع يشغل حيز تفكير العالم الآن، عن مدى تأثر الشعوب بفيروس الكورونا المستجد، والعوامل التي تؤدي إلى تأثير الفيروس على الشعوب الأخرى، نقدم في هذا المقال أهم ما توصلت إليه الدراسة وهي نسخة من دراسة غير مُحكمة في مرحلة ما قبل الطباعة Preprint:
مع بداية الأزمة العالمية لفيروس كورونا، شغلتنا الأرقام المتصاعدة لحالات الإصابة بهذا الوباء العالمى الذى استقبلته الصين فى نهاية ديسمبر الماضى، وسرعان ما انتقل إلى ما لايقل عن 177 دولة أخرى. ولم يكن أقل الناس تفاؤلاً يتخيل يوماً أن تنهار أنظمة صحية لدول متقدمة كما أنهارت أنظمة إيطاليا، وأسبانيا، وسط مخاوف من إنهيار أنظمة أكثر تقدماً مثل فرنسا، ألمانيا، ومؤخراً الولايات المتحدة الأمريكية.
وفى هذه الأثناء التى تساقط فيها الألاف من القتلى بفيروس Covid 19، فاجئت الصين العالم بإعلانها بعد ما يقرب من ثلاثة أشهر من بداية أزمتها أنها نحجت فى التحكم فى إنتشار الوباء، وسط تكنهات حول الوسيلة التى استطاعت بها مجابهة ما عجز عنه العالم حتى الآن، وبخلاف الإحترافية فى إدارتها للأزمة، إلا أن أصواتاً بدأت تُشكك فى مدى مصداقية ما تم الإعلان عنه من خسائر، وإن كان الواقع المرصود إحصائياً يأكد إدعاءات الصين التى بدأت فى استقبال مظاهر الحياة مرة أخرى بعد أيامٍ وايام من حجر صحى عطل شرايين الحياة بها.
فلماذا تفاوتت الدول فى تأثرها بفيروس كورونا، وإذا كانت آلية إدارة الأزمة وثقافة المجتمع فيما يتعلق بالشئون الصحية هما عاملان أساسيان متوقعان فى هذا التفاوت، فهل هناك عوامل أخرى من الممكن أن تُؤدى إلى انفجار نظام صحى لدولة دون أخرى؟
للمزيد إقرأ أيضًا:
- الكورونا في إسرائيل: تقييد الحركة لأكثر من 100 متر خارج المنزل، وعقوبات تصل للسجن 6 أشهر للمخالفين
- خبراء صينيون: فيروس كورونا قد ينتهي بحلول شهر إبريل
- وثائق إسرائيلية رسمية تؤكد: الموساد نشر كتاب “نكت سياسية” في مصر قبل حرب أكتوبر لإزعاج القيادة المصرية
مقتطف من البحث:
..وفى مصر، تبلغ نسبة الفئة الأقل تعرضاً لمخاطر فيروس كورونا (من0-14 عاما) نحو ثلث السكان (33.38%)، كما تبلغ نسبة الفئة من 15-54 عاماً نحو 56.36%، وتبلغ الفئة الأكثر عرضة لمخاطر فيروس كورونا نحو 10.26% فقط، وهو أقل معدلات هذه الفئة بين جميع بلدان الدراسة (الصين، إيطاليا، أمريكا، إسبانيا، إيران، أستراليا، مصر).
كما أن البلدان التى حققت أقل معدلات للإصابة بفيروس كورونا تتمتع الآن وقت الدراسة بحرارة معتدلة، على عكس البلدان التى تتسارع فيها معدلات الإصابة، التى تنخفض بها درجات الحرارة. فبلغت درجات الحرارة فى الصين، أستراليا، ومصر وقت الدراسة 19، 21، 21 درجة مئوية على الترتيب، فى حين بلغت الحرارة فى إيطاليا، أسبانيا، والولايات المتحدة الأمريكية، وإيران 6، 9، 7، 12 درجة مئوية على الترتيب.
خلص البحث إلى أنه توجد ثمة علاقة بين معدلات انتشار والإصابة بفيروس كورونا، والهرم السكانى للدول، وتميل معدلات الإصابة، والوفيات الناتجة عن هذه الوباء إلى الإنخفاض فى المجتمعات الاكثر شباباً. وكذا توجد ثمة علاقة بين تلك المعدلات، ودرجة حرارة الجو، فتقل معدلات الإنتشار فى البلدان الأكثر دفئاً.
وربما يعود التفاوت فى معدلات الإصابة والوفاة فى حال البلدان الشابة الدافئة إلى أسبابٍ أخرى مثل سوء إدراة الأزمة، وضعف البنيان الصحى، والممارسات الصحية غير الجيدة للمواطنين، وهى موضوعات تستحق أن تكون تحت البحث فى دراساتٍ أخرى.
من نسخة من دراسة غير مُحكمة في مرحلة ما قبل الطباعة Preprint
DOI: 10.13140/RG.2.2.15304.26889/1
لتحميل النسخة الكاملة، برجاع اتباع الرابط التالى: