في الرابع والعشرين من الشهر الماضي، كتب الدكتور يوسي بيلين مقالاً في صحيفة “إسرائيل اليوم” الإسرائيلية”، يهاجم فيها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، متسائلاً: كيف لا يخجل نتنياهو من إثارة قضية إعفاءه الضريبي على نفقاته الشخصية في أزمة اقتصادية حادة، في حين يتوقع تضامناً واسعاً مع”محنته”، في حين لا يعرف الناس ما إذا كان بإمكانهم إحضار الخبز إلى منازلهم في غضون أسابيع قليلة؟!
ومن المعروف أن يوسي بيلين سياسي إسرائيلي ورجل أعمال. قام بمعظم عمله السياسي في حزب العمل، كما كان عضوًا في الكنيست، ووزيرًا في الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، كما كان أيضًا رئيس حزب ميرتس، بالإضافة أن له العديد من الكتب السياسية، وحاليًا يكتب في عدد من الصحف منها “إسرائيل اليوم”.
نص المقال
حينما جُمع حراس البوابة أمام الهيئة التشريعية المنتخبة. أرسل النائب العام نائبه للاجتماع باللجنة المالية أمس. وأرسل أيضا مسئول الخزانة في وزارة المالية نائبه. وقد شعر المستشار القانوني لمكتب رئيس الوزراء بالحرج نتيجة لتشهير رئيس التحالف. كما فشل رئيس اللجنة، في الحفاظ على رباطة جأشه عندما طُلب منه إجبار الدولة على تمويل ضريبة رئيس الوزراء لتغطية نفقاته لصيانة منزله الخاص، بالرغم من كونه شخص ذكي ونزيه.
للمزيد إقرأ أيضًا:
- إيران تهدد وتنشر فيديو مفبرك لاغتيال ترامب
- هل تؤثر نتائج الانتخابات في الولايات المتحدة على إسرائيل؟؟
- “وادي الدموع” مسلسل تلفزيوني إسرائيلي بتكلفة مليون دولار للحلقة عن حرب أكتوبر
هذا المبلغ حوالي مليون شيكل، على مدى عشر سنوات. وهو قرار شخصي بأثر رجعي، تم وضعه لرئيس الوزراء المليونير، خلال الأزمة الاقتصادية الأكثر عمقاً في تاريخ إسرائيل في السنوات الأخيرة. ويمكن إجراء مناقشة بشأن هذه المسألة إن كان ذلك مبرراً. ويمكننا كذلك إجراء مناقشة حول المبالغ المزعومة التي يفترض أنها كانت من بن جوريون وشيرت وإشكول وجولدا وربين وبيجن وبيريز وشامير وباراك وشارون وأولمرت.
وقد كان التعديل مبرراً منذ عامين، وهو ما منع عبثية مطالبة رئيس الوزراء بدفع فاتورة ضريبية لتطوير سيارته (بسبب فخامة سيارة مصفحة أعطيت له بموجب قرار جهاز الأمن العام). يمكننا القول أنه حتى في منزله الخاص يستضيف رئيس الوزراء، من وقت لآخر، ضيوف مهمين، ولا يوجد مبرراً لمطالبته بدفع الضرائب على النفقات التي ينفقها في هذا الصدد. ولكن هذا ليس هو السؤال.
يوجد هنا سؤالان: أولاً، لماذا لا يخجل نتنياهو من إثارة هذه القضية في أزمة اقتصادية متطرفة في حين يتوقع تضامناً واسعاً مع”محنته”، في حين لا يعرف الناس ما إذا كان بإمكانهم إحضار الخبز إلى منازلهم في غضون أسابيع قليلة؟!
والسؤال الثاني هو كيف أن أعضاء حزب كاحول لافان، الذين يمكنهم بسهولة ضمان الأغلبية في اللجنة ضد المطالب المذهلة لرئيس الوزراء _ هل سمحوا، في غيابهم بمنح إتخاذ القرار للأغلبية؟
توجد إجابات حزينة على هذين السؤالين.
للمرة الأولى _ هذا رئيس الوزراء، الأكثر ذكاءاً من الرئيس الأمريكي، الذي كان معجباً جداً ببيانه، منذ أربع سنوات. لأنه حتى لو وقف في الشارع الخامس وأطلق النار على شخص ما ، فسيكون له التصفيق. وقد وجد أن كل شئ ممكن، فإن رئاسة الحزب في ظل لائحة إتهام تصبح بمثابة ميزة، وهو لا يخشى تشويه صورته فقط، لأنه يطالب بما يستحقه، في رأيه.
للمرة الثانية – يندهش حزب “كاحول لافان” كل يوم بالثمن الذي يدفعوه مقابل شراكتهم مع نتنياهو. وقد قال نائب المدعي العام أمس إن “هناك صعوبة قانونية” في قرار اللجنة. ويبدو أنه على حق، ولكن الصعوبة الحقيقية هى الصعوبة الأخلاقية.