تحتوي هذه المجموعة على لغات الأمم السامية وما تفرع منها، وعلى بعض لغات أخرى اتضح أنها تنتمي إلى الفصيلة التي تنتمي إليها هذه اللغات. وتنقسم هذه المجموعة إلى ثلاثة أقسام رئيسة: الشرقي (الأكدي، أو البابلي- الآشوري)، والغربي (الكنعاني- الآرامي)، والجنوبي (العربي- الحبشي). وهناك أقسام فرعية تندرج تحت كل قسم من هذه الاقسام.
لغات القسم الشرقي هي الأكدية أو البابلية- الآشورية في أرض الرافدين قديمًا، حيث أخذ الساميون يتدفقون إلى العراق في هجرات متوالية منذ عصور سحيقة في القدم. وأقدم هجرة سامية إلى هذه المناطق حدثت في حوالي القرن السادس والثلاثين ق.م.
للمزيد إقرأ ايضًا:
- سر العداء بين هرتزل وآل روتشيلد: “خطاب هرتزل إلى آل روتشيلد”
- جنرال في الجيش الإسرائيلي: كارثة حرب 73 ليست بشيء مقارنة بالحرب القادمة
- المسلسل الإسرائيلي “اتونوميا- منطقة حكم ذاتي” الحلقة الثانية مترجمة إلى العربية
وتبدأ النصوص الأكدية في الألف الثالث ق.م، فهي أقدم ما وصل إلينا من نصوص سامية. واللغة الأكدية اسم جامع أطلقة البابليون (في جنوب أرض الرافدين) على لغتهم البابلية، وعلى لغة إخوانهم الآشوريين (في شمال أرض الرافيدن). وتطلق في اصطلاح العلماء المحدثين على مختلف اللهجات البابلية والآشورية.
و “أكد” مدينة قديمة في أرض شنعار وفي مملكة بابل، جعلها سرجون الأول عاصمة امبراطوريته حوالي عام 2400 ق. م. وربما كان موقع هذه المدينة قرب “أبي هبة” على نهر الفرات شمال بابل، ثم امتد اسم “أكد” من المدينة إلى المقاطعة كلها، حيث يفيض نهرا دجلة والفرات بالقرب من بعضهما في العراق الأوسط. وقد استعار الأكديون الرموز المسمارية من السومريون ليتمكنوا من تدوين لغتهم. وكان هذا الخط المسماري المعروف عند الفرنجة باسم الرسم ذي الزوايا، وعند العبريين باسم “رسم الأوتاد”، لأن أجزاءه تشبه المسامير والأوتاد. وتضم الكتابات الأكدية التي تم العثور عليها عقودًا تجارية وقوانين وسجلات تاريخية وأقاصيص دينية.
وتشمل اللغات السامية الغربية اللهجات الشمالية واللهجات الجنوبية، فينقسم الفرع الشمالي إلى شعبتين كبيرتين: الكنعانية والآرامية.
أما الشعبة الكنعانية فهي الكنعانية القديمة، والمؤابية، والفينيقية، والعبرية، والأوجاريتية، وهي لغة مدينة اوجاريت القديمة شمال اللاذقية، في رأس شمرا، اكتشف فيها المستشرق الفرنسي شافر (Schaeffer) عام 1932م كتابات يرقى عهدها إلى القرن الرابع عشر ق.م، مخططة بأحرف مسمارية.
وأما الشعبة الآرامية فهي قسمان: آرامية غربية، وآرامية شرقية. وقد كان المهد الأصلي للآرامية شبه جزيرة العرب، قم نزحت إلى بلاد الشام، وانقسمت قسمين كبيرين، فذهب قسم إلى الغرب من بلاد الشام، وهنا نشأت الآرامية الغربية، ويتفرع عنها لغة اليهود المتاخرين، ولهجة تدمر، ولغة النبط، ولغة السامريين. ثم ذهب القسم الآخر إلى الشرق في بلاد العراق، وهي الآرامية الشرقية، ويتفرع عنها لغة اليهود في بابل واللغة السريانية.
ومن نصوص الآرامية الغربية: سفر دانيال، وسفر عزرا، والترجوم، والتلمود الأورشليمي. ومن نصوص الآرامية الشرقية: التلمود البابلي، واللهجة المندعية لبعض الوثنيين، واللغة السريانية الخاصة بالمسيحيين من يعقوبيين ونسطوريين.
وكانت اللغة الآرامية القديمة منتشرة قبل ميلاد المسيح، وكانت تعد في ذلك الوقت لغة الثقافة والأدب حتى بين الأشراف من العرب؛ فكانت تحل محل اللغة العربية واللغة الاغريقية في كثير من الاقاليم، وكثيرًا ما نقش البدو من العرب في شبه جزيرة سيناء اسماءهم باللغة الآرامية على الصخور، وأضافوا عليها بعض العبارات والأدعية باللغة الآرامية.
أما الفرع الجنوبي من اللغات السامية الغربية فيشمل:
1- العربية الشمالية: وتشمل اللهجة اللحيانية والثمودية والصفورية. وتقرب هذه اللغات كل القرب من اللغة العربية الفصيحة، كما تشمل لهجة قريش التي نزل بها القرآن الكريم.
2- العربية الجنوبية: كاللهجة السبئية، والمعينية، ولهجة حضرموت أو الحضرمية.
3- الحبشية أو الجعزية: وهي لغة العرب الذين هاجروا إلى الحبشة قبل الميلاد.
المصدر: ربحي كمال، المعجم الحديث عبري- عربي، دار العلم للملايين، الطبعة الثانية، 1992.