مراحل تحول فلسطين إلى دولة الكيان الصهيوني برعاية الأمم المتحدة: من الطبيعي أن تتعرض للخيانة، ولكن من الحماقة أن تظل واثقًا، ممن خانك مرة مسلمًا إياه زمام قضيتك منتظرًا منه أن يقاتل من أجلك ويعود إليك بحقك، يكرر التاريخ ذاته مرارًا وتكرارًا لكي يعلمنا نحن الأجيال دروسًا في كل مرة يعيد نفسه ولكن من يتعلم من تلك الدروس!
إن كنت تعتقد أن فلسطين يمكنها أن تعود بطريقة سلمية، ومفاوضات دولية، وعدالة عالمية، دعني أقص عليك بعض القصص إن كنت في جهل عنها والتي من المؤكد انها سوف تحطم امانيك.
قرار تقسيم الأراضي الفلسطينية وبداية دولة الكيان الصهيوني
في 29 نوفمبر 1947 بعدما أصدرت لجنة الأمم المتحدة قرارا بتقسيم الأراضي الفلسطينية من خلال إصدار قرار ودعمه من خلال التصويت من مندوبي الدول المشاركة، والذي حول ملكية اليهود من 5,6% فقط إلى 56% من الأراضي الفلسطينية الخصبة والحية.
وقف لورانس سميث عضو الكونجرس الأمريكي في الثامن عشر من ديسمبر في ساحة الكونجرس الأمريكي، يذكر المؤامرات والضغوطات التي حدثت أثناء هذا التصويت، فيقول: “كان لابد أن يصوت ثلثي الأصوات إلى جانب القرار للموافقة عليه، لقد أعيد التصويت مرتين وفي أثناء ذلك تعرض مندوبو ثلاث دول صغيرة لضغط قوي، وكانت تلك الأصوات الحاسمة هي لصولا هليياي وليبيريا والفلبين، ولقد كفت تلك الأصوات لإحراز أغلبية الثلثين، وكانت هذه البلاد قبل ذلك معترضة على التقسيم .. إن الضغوط التي مارسها مندوبينا ورجالنا الرسميون وبعض المواطنين الأمريكيين تعتبر عملا ذميمًا”.
للمزيد إقرأ أيضًا:
- تل أبيب: عاصمة فوق أنقاض يافا
- “القتال من وراء جدر محصنة”: البئر- مقر القيادة العليا للجيش الإسرائيلي في أوقات الحرب
- المسلسل الاسرائيلي “طهران” الحلقة الأولى|| مترجمة إلى العربية הסדרה טהרן פרק 1
أما ترومان والذي كان رئيسًا للولايات المتحدة آنذاك، فقد عبر بأسف سخيف بعد ذلك حيث قال: “إني آسف أيها السادة، ولكن ينبغي أن أجيب مئات الألوف من الناس الذين ينتظرون نجاح الصهيونية، وليس عندي مئات الاأوف من العرب بين ناخبي” !.
أما ايرل كليمنت أتلي فيذكر في مذكراته أن: “سياسة الولايات المتحدة في فلسطين كانت خاضعة للتصويت اليهودي ولمساعدات الشركات اليهودية الكبرى”.
مذبحة دير ياسين
وبعد ما تم تطبيق قرار التقسيم وجد اليهود أن الأراضي التي احتلوها لم تكفي لإقامة دولة الكيان الصهيوني، وبناء عليه تم وضع خطة إرهابية ممنهجة لتفريغ السكان الأصليين من أراضيهم أما بالقتل أو التهجير، مثلما حدث في مذابح دير ياسين في التاسع من أبريل عام 1948، والتي ابيد خلالها جميع سكان دير ياسين، والذين قُدر عددهم بحوالي 254 فردًا، علي يد قوات الأرجون تحت قيادة مناحم بيجن، والتي وصفها قائلاً: “إن دولة إسرائيل ما كانت لتكون دون انتصار دير ياسين.. كانت الهاجاناه تشن هجمات مظفرة على الجبهات الاخرى ..أما العرب فحين تملكهم الهلع هربوا وهم يصرخون: دير ياسين”.
وعلى هذا قام الأمين العام لجامعة الدول العربية في الخامس عشر من مايو بإبلاغ السكرتير العام للامم المتحدة، أن الدول العربية أصبحت مضطرة إلى التدخل لتأمين السكان الفلسطينيين.
ولكن لم يصدر موقف في أعقاب تلك المذبحة سوى من بعض الجماعات التي تحمل طابعا دينيًا، بالمشاركة مع المتطوعين من العسكريين والمدنيين بقيادة الشهيد البطل احمد عبد العزيز، والذي استشهد خلال تلك المعارك، والسيد كامل الشريف، والذي ذهب بعد ذلك لاجئًا إلى الأردن، وشغل منصب وزير الأوقاف.
وفي صورة هزلية تم اعتقال عددًا من الشباب المشاركين في تلك المعارك، كإجراء وقائي يمهد لإيقاف الحرب. أما الأمم المتحدة فقد عينت الكونت فولك برنادوت وسيطًا، والذي كتب في تقريرًا إلى الأمم المتحدة: “أنه انتهاك للمبادئ الأولية ان يمنع هؤلاء الأبرياء من ضحايا الصراع من العودة إلى ديارهم، علي حين يتدفق المهاجرون اليهود إلى فلسطين .. والذين يهددون بأن يحلوا محل العرب المستوطنين في هذه الأرض منذ قرون.
وبينما أودع ذلك المكتوب في مكتب أمين الأمم المتحدة في السادس عشر من سبتمبر، تم قتل الكولت فولك ومساعده الفرنسي الكولونيل سيروت يوم السابع عشر من سبتمبر أيضًا، في القسم الذي يحتله الصهاينة من القدس.
وأمام السخط العالمي اعتقلت حكومة دولة الكيان الصهيوني رئيس مجموعة شتيرن ناثان يلين، والذي حكم عليه بالسجن خمس سنوات، ومن ثم عفي عنه وانتخب عضوا للكنيست في 1950!.
وبناءًا على ما سبق يتضح أن العدو والمتأمر ليس الكيان الصهيوني فقط، وإنما هي عدة كيانات توحدت تحت مسمى دولة الكيان الصهيوني لهدف واحد، وهو الإطاحة بفلسطين كدولة عربية مسلمة ومركز للأديان السماوية، وربما يكون الهدف الرئيسي هو الإطاحة بالدول العربيه والشرق الاوسط ككل، وربما هذا يفسر ماحدث بعد ذلك في العراق وسوريا واليمن ولبنان وغير ذلك من دول العرب.
في النهاية نذكر أنه ما أخذ بالقوة لا يمكنه أن يسترد إلا بالقوة، وما غير ذلك ليس سوى محاولات بائسة وهرطقة ليس لها معنى.