الحريديم والحجاب: يطلق عليهن نساء الشالات נשות השאלים، أو طائفة الشالات כת השאלים، ويطلق عليهن أيضًا من باب السخرية “نساء طالبان”. وهن مجموعة من النساء من اليهود الحريديم المتشددات، يرتدين لباسًا واسعًا باللون الأسود، ويغطين وجوههن ببرقع عند خروجهن من البيت. كما يجبرن بناتهم على ارتداء هذا الزي، بزعم أنه كان زي نساء يهود السلف.
اليهود الحريديم
اليهود الحريديم هم ممثلي اليهودية الأرثوذكسية أو اليهودية المتشددة، وكلمة حريديم هي جمع لكلمة حريدي وتعني التقي الورع، يعيش الحريديم في مدينة القدس، في حين يعيش العلمانيين في تل أبيب وغيرها من مدن “دولة إسرائيل”، ويمارسون العادات اليومية وفق التفاصيل الدقيقة للشريعة اليهودية ووصايا الدين اليهودي، وهناك أحياء تابعة بالكامل لليهود الحريديم مثل بني براك وحي مئة شعاريم، وتمتاز هذه الأحياء بالفصل بين الرجال والنساء في التجمعات مثل المدارس وغيرها.
ويشكل الحريديم نحو 10 بالمئة من سكان دولة الاحتلال، أى حوالى مليون شخص. وتعرف الطائفة بأزيائها الخاصة، إذ يرتدى رجالهم معاطف سوداء طويلة وقبعات بنفس اللون، وكذا شالا خاصًا بصلاة اليهود (الطاليت). ويطيلون لحاهم إلى حد صدورهم، كما يسدلون بعض الجدائل خلف آذانهم. فيما تتميز نساء الحريديم بارتداء “الفرومكا” وهى لباس يشبه إلى حد بعيد البرقع غير أنه أكثر سوادا منه.
الحريديم والحجاب
تكتفي بعض من نساء هذه الطائفة بارتداء الحجاب فقط. وتوجد مجموعة واحدة من النساء الاتي ترتدين هذا الزي في القدس، ويلقبن بـ “تاج الملكات”. وهناك مجموعة ثانية تتواجد في بيت شيمش، اشتهرت بسوء معاملة الأطفال من قبل إحدى قاداتها، والتي تُدعى “بروريا كيرن”، والتي عُرفت في وسائل الإعلام بـ “أم طالبان”. وقد شوهد بعضهن سائرات في الشوارع مغطيات الأعين، يقودهن أولادهن، ويقدر أعدادهن ببضع مئات.
للمزيد إقرأ أيضًا:
- أربعة طرق للإعدام في اليهودية
- ميراث النساء في قصة بنات صلفحاد وموسى عليه السلام
- لماذا يذهب اليهود إلى مصدر مياه جارية في رأس السنة؟؟؟
الحريديم والحجاب: حكم ارتداء النقاب والحجاب في المصادر اليهودية
في فترات معينة كان تغطية الوجه يميز زي منطقة جغرافية، وتذكر المشنا في “مسيخت شبت- مبحث السبت” أنواع مختلفة من الملابس بأنها الملابس المعتادة. كما تذكر المشنا أحد النماذج لارتداء الحجاب بـ “العربيات اللاتي يخرجن بالحجاب”، أي في البلدان العربية، ويسمح الخروج به يوم السبت، ويُذكر في موضع آخر، أن بنات إسرائيل اللاتي سكن المدن كن يغطين وجوههن باستثناء عين واحدة، أما بنات القرى فلم ينتهجن هذا النهج.
تقدم تلك النساء دليل على صحة ارتداء النقاب من كلام رمبام “موسى بن ميمون”: “ليس هذا الدين اليهودي، وإنما هو نهج العفة الذي سلكته بنات إسرائيل، وتلك هي الأمور التي إذا فعلته إحدهن تعدت على الدين اليهودي، أن تخرج إلى السوق أو الشارع ورأسها مكشوف وليس عليها شال مثل كل النساء”. وعلى الرغم من ذلك هناك من يدعون أن الرمبام يقصد العادة المتبعة في أي مكان، وليس إلزاميًا على الجميع؛ وذلك لقوله: “الأماكن التي من خلالها لا تخرج المرأة للسوق تغطى رأسها فقط، حتى يكون عليها شال يغطي كل جسدها مثل الطاليت الذي يغطيها بشكل كامل، فإذا أعطى الثري وفقًا لثرائه، تخرج به إلى بيت الحداد أو بيت المأدبة”.
ترى بعض نساء هذه الطائفة أنه من العفة الولادة في البيت. وهناك حادثة مشهورة حدثت عام 2011، عندما أنجبت إحدى نساء هذه المجموعة في بيتها، ورفضت نقل رضيعها للمشفى على الرغم من أن حياته كانت معرضة للخطر، وقد تدخل الحريديم وأنقذوا الرضيع ونقلوه إلى المشفى رغمًا عن رغبة والديه.
في أعقاب هذه الحادثة وحوادث مشابهة أخرى أصدرت المحكمة العليا للحريديم في القدس مذكرة علنية حذرت فيها مما وصفتهم بـ “مجموعة نساء استأصلن حكمة التوراة من إسرائيل”، واللاتي تمنعن أطفالهن من الحصول على تعليم منتظم ورعاية طبية مناسبة.
إلا أن حاخام يدعى بن تسيون موتسفي قال أنه يجب التفريق بين مجموعة واسعة من المتوشحات بالنقاب، والذي يعد عادة طيبة، وبين مجموعة محدودة من النساء اللاتي تلدن في البيت، وتعرض حياتهن وأطفالهن للخطر، كذلك فإنهن لا يتزوجن وفقًا للشريعة، ولا ترسلن أطفالهن لأماكن تعليمية مقبولة، مدعيًا أن المذكرة قد صدرت في حق أولئك النساء.