مريم جميلة: لماذا تركت اليهودية واعتنقت الإسلام؟: مريم جميلة هي كاتبة أمريكية مسلمة من أصل يهودي، تنتمي لأبوين يهوديين ألمانيين، عاشا في نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية حيث ولدت عام 1934م .
أطلق عليها محبوها “الباحثة عن الحقيقة”، حيث كانت دائمة الاهتمام بكل ما يحدث في البلاد الإسلامية في خمسينيات القرن الماضي، وهو ما جعلها تنتقد القومية العربية، وتدون آراء شخصية عن إسلام العديد من الدول، فقالت عن تركيا ، إن “ما تبقى من الإيمان الإسلامي في تركيا إنما يرجع إلى الجهود والمثابرة لبديع الزمان النورسي”.
إقرأ أيضًا: أبشع جريمة في العهد القديم: قصة محظية اللاوي
نقطة التحول الرئيسية في حياة مريم جميلة، كان اعتناقها الإسلام في 24 مايو 1961م، حيث ذهبت إلى إمام مسجد بروكلين في “نيويورك”، وهو “داود فيصل” وأسلمت على يديه، وسمت نفسها بـ “مريم الجميلة” بدينها الجديد، وبعد عام واحد تركت نيويورك إلى باكستان بالباخرة، بعد أن عرض المودودي عليها الإقامة مع أسرته لعامين. تزوجت أحد أتباع المودودي وكان متزوجًا وعنده خمسة من الأولاد، لكنها تقبلت أن تعيش مع ضرتها في بيت واحد، وبدت سعيدة بحياتها، وقانعة، وأنجبت ولدين وبنتين ولها منهم اثنا عشر حفيدًا.
كان اسمها قبل اعتناقها الإسلام “مارجريت ماركوس”، ومنذ أن كانت طفلة كانت تألم لمعاناة الفلسطينيين أكثر من حزنها لمشاهدة صور “الهولوكوست” رغم أنه يهودية، والأكثر من ذلك كانت تتمنَّى في صغرها زيارة فلسطين لرؤية “أولاد عمها” من العرب ، خاصة أن حاخاماً بالمدرسة اليهودية التي نشأت فيها أخبرها أنَّ العرب واليهود هم “أولاد الخليل” إبراهيم.
شاهد أيضًا: المسلسل الاسرائيلي “طهران” الحلقة الأولى|| مترجمة إلى العربية הסדרה טהרן פרק 1
أول ما قرأت عن الإسلام كان ترجمة القرآن الكريم للبريطاني المسلم محمد بيكتهول، وأيضًا اعتكافها على قراءة كتاب “مشكاة المصابيح” الذي يجمع الأحاديث المشهورة للتبريزي مترجمًا للإنجليزية، أثناء دراستها في جامعة نيويورك للآداب عام 1953م، وكان واضحًا أنَّها غير مقتنعة بعقيدتها التي نشأت عليها، فحاولت اكتشاف الحقيقة مع حركات دينية عدة، كالحركة الإصلاحية اليهودية واليهودية الأرثوذكسية والبهائية، لكنها لم تقتنع بهم جميعًا بسبب دعمهم للصهيونية.
حفلت حياتها في فترة الشباب بعثرات، حيث ساءت حالتها الصحية، وتغيبت عن الجامعة مما أدى لعدم تمكنها من إكمال دراستها، فساءت حالتها النفسية ودخلت مستشفى لتلقي العلاج.. وحين خرجت منها عام 1959م بدأ اهتمامها يزداد بالإسلام، وتجلى ذلك في انخراطها في العديد من المنظمات الإسلامية، وفي البدء في مراسلة شخصيات إسلامية ومنهم الإخواني الشهير سيد قطب، ومؤسس الجماعة الإسلامية في شبه القارة الهندية أبو الأعلى المودودي وظلت تراسلهم لمدة سنوات.
رحلت مريم جميلة عام 2012م، بعد رحلة عامرة في كنف الإسلام على مدار نصف قرن. وخلال هذه الفترة، بجانب خواطرها ومراسلاتها، كتبت 25 مؤلفًا عن الإسلام أشهرها “الإسلام في مواجهة الغرب”، و”رحلتي من الكفر للإيمان”، و”الإسلام في النظرية والتطبيق”، و”الإسلام والتجدد”، وقد ترجمت مؤلفاتها لعدة لغات بينها التركية والأردية والفارسية. والخيط المشترك بين كل هذه المؤلفات تمثل في تمجيدها لقيم الإسلام وانتقادها بعنف للعلمانية والحداثة في المجتمعات الغربية، وأيضًا في تصديها لحملات تشويه الإسلام.
إقرأ أيضًا: قصة أول مستوطنة يهودية في فلسطين “بتاح تكفا”
تقول مريم جميلة: “لقد وضع الإسلام حلولاً لكل مشكلاتي وتساؤلاتي الحائرة حول الموت والحياة، وأعتقد أن الإسلام هو السبيل الوحيد للصدق، وهو أنجع علاج للنفس الإنسانية”. “منذ بدأت أقرأ القرآن عرفت أن الدين ليس ضرورياً للحياة فحسب، بل هو الحياة بعينها، وكنت كلما تعمقت في دراسته ازددت يقيناً أن الإسلام وحده هو الذي جعل من العرب أمة عظيمة متحضرة قد سادت العالم”. “كيف يمكن الدخول إلى القرآن الكريم إلا من خلال السنة النبوية ؟! فمن يكفر بالسنة لا بد أنه سوف يكفر بالقرآن”. “على النساء المسلمات أن يعرفن نعمة الله عليهن بهذا الدين الذي جاءت أحكامه صائنة لحرماتهن، راعية لكرامتهن، محافظة على عفافهن وحياتهن من الانتهاك ومن ضياع الأسرة”.