نشرت صحيفة “إسرائيل اليوم” اليوم مقالاً بعد إعلان وفاة الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، تناول مزاعم بوجود “علاقة خاصة” جمعت بين الحاخام الإسرائيلي الراحل، عوفاديا يوسف والرئيس الراحل حسني مبارك.
وأضافت الصحيفة العبرية، أن مبارك، الذي توفي اليوم عن عمر ناهز 92 عامًا، قد حافظ على مدى سنوات عديدة على اتصال مع شخصية مثيرة للدهشة بشكل خاص من الجانب الإسرائيلي وهو الحاخام عوفاديا يوسف.
وأشار المقال إلى أن كل من الحاخام اليهودي والرئيس المصري الراحل قد تحدثا مع بعضهما البعض وتمنى لبعضهما النجاح، وقال الحاخام عوفاديا عنه قبل ثمانية أعوام: “لقد جلب مبارك الاحترام لمصر. كان الملوك والرؤساء يبجلونه، لقد منع الحروب وكان رجل سلام، ونفذ كل ما وعدني به “.
للمزيد إقرأ أيضًا:
- جنرال في الجيش الإسرائيلي: كارثة حرب 73 ليست بشيء مقارنة بالحرب القادمة
- تحميل كتاب “يهود مصر، التاريخ السياسي” لـ د. زبيدة محمد عطا
- المسلسل الإسرائيلي “اتونوميا- حكم ذاتي” الحلقة الثالثة مترجمة إلى العربية
ووفقًا لما جاء في المقال، فقد طلب مبارك في أحد لقاءاته مع الحاخام عوفاديا أن يباركه، فوضع عوفاديا يده على رأس مبارك ودعا له بالبقاء في الحكم، مدعيًا أن ذلك حدث قبل 28 عامًا من بقاء مبارك في الحكم، وأنه بالفعل استمر مبارك في الحكم بعدها حتى 30 عامًا.
مبارك كنزهم الاستراتيجي
جاء في كتاب “مبارك كنزهم الاستراتيجي: قراءة في وسائل الإعلام العبرية عن الرئيس المخلوع” للدكتور خالد سعيد، والصادر بعد ثورة يناير، في إحدى المباحث تحت عنوان “الصلاة لمبارك”، عن العلاقة الخاصة التي جمعت بين مبارك والحاخام عوفاديا:
“حاخام يهودي” أصلي لمبارك، ليفرجوا عنه ويخرج سالمًا!!! هذا العنوان تصدر صحيفة “يديعوت أحرونوت” في عددها الرئيسي، مساء الأحد، الموافق الخامس عشر من يناير 2012م، وكان حول مدى العلاقة الطيبة والقوية التي جمعت بين الرئيس الروحي لحزب شاس، الحاخام عوفاديا، والرئيس المخلوع حسني مبارك، قائلة: “قبل العام ونصف العام، حينما كان مبارك في السلطة، وخرج في رحلة علاجية إلى ألمانيا، أرسل إليه الحاخام عوفاديا يوسف خطابًا، قال فيه: نحن نصلي لرب العالمين أن يمنحكم موفور الصحة والشفاء العاجل”.
“بعد أسبوعين من إرسال تلك الرسالة، رد الرئيس المخلوع على تحية ودعوة الحاخام اليهودي المتطرف، قائلاً، الصديق العزيز، والحاخام الكبير، عوفاديا يوسف، رئيس مجلس حاخامات دولة إسرائيل، أود أن أعرب عن وافر امتناني، وشكري وتحياتي العطرة إليكم، لما تحملونه من مشاعر طيبة وجياشة، وأعرفكم بأني في صحة جيدة جدًا، على عكس ما يُنشر في وسائل الإعلام الإسرائيلية والعالمية”.
” وفي الإطار نفسه، كتب كوفي نحشون، المحلل السياسي لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، في تقريره المقتضب: “إن عوفاديا يوسف يصلي، دومًا، للرئيس المخلوع مبارك، داعيًا له بموفور الصحة والعافية، والخروج من السجن بالبراءة؛ لأنه رجل سلام، ويحب إسرائيل، ، وهو أيضًا رجل صادق، ويفي بالوعد، ومنذ توليه الحكم في مصر، وهو يحب إسرائيل… فلنصلي من أجل صحة طيبة لمبارك!!!”.
كما ذكر الكتاب أن الحاخام يوسف عوفاديا، صاحب فنوى “قتل الأغيار” من المسلمين والمسيحيين، وسبق أن تقدم في شهر أغسطس 2011، بطلب لشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، بإصدار فتوى بالعفو الديني عن صديقه مبارك، وهو ما رفضه الطيب آنذاك!!!.
على الرغم مما نشرته الصحف العبرية، وما جاء في الكتاب المذكور آنفًا، حول العلاقة الخاصة بين مبارك والحاخام اليهودي، إلا أن الواقع والتاريخ يثبت أن مبارك كان رجلاً وطنيًا، حارب في معركة الكرامة، وحافظ على حدود مصر وأمنها، وبرغم أخطاءه وإخفاقاته، لا يسعنا في يوم وفاته، إلا أن ندعو له بالرحمة والمغفرة.