تتعارض الصهيونية تعارضاً كاملاً مع اليهودية, حيث تريد الصهيونية أن تعرف الشعب اليهودي علي أنه وحدة قومية وتلك هرطقة, لقد تلقي اليهود الرسالة من الرب لا لكي يفرضوا عودتهم إلى الأرض المقدسة ضد إرادة من يسكنونها، فإذا فعلوا ذلك فانهم يتحملون نتائجه, حيث يقول التلمود أقدس كتاب لديهم بعد التوراة: إن هذا الانتهاك يجعل من لحمكم فريسة للسباع في الغابة.
إن المذبحة الكبري نتيجة من نتائج الصهيونية، هكذا صرح الحاخام موشيه هيرش بغضب عبر صحيفة الواشنطن بوست في الثالث من اكتوبر 1978م. وذلك في أعقاب رفض جميع الجماعات الدينية الاتحاد مع أي سلطة سياسية تدعو إلي قيام دولة اسرائيل المزعومة، وعلي هذا فقد قامت عدة صراعات عنيفة بين الإيمان اليهودي والقومية الصهيونية السياسية منذ قيام المؤتمر الصهيوني الأول لهرتزل، والذي تحول انعقاده من ميونخ الي بال بسبب معارضة الجالية اليهودية الألمانية له, وعليه تم عقد مؤتمر مونتريال في أمريكا عام 1897م باجتماع نخبة من الحاخامات والربانين، جاء فيه:
“لاننا نشجب تمامًا أي مبادرة تهدف إلي انشاء دولة يهودية, كما أن أي محاولات في هذا الشأن تكشف مفهومًا خاطئًا لرسالة إسرائيل التي كان الانبياء اليهود همأاول من نادي بها .. ونؤكد أن هدف اليهودية ليس سياسيًا ولا قوميًا وانما روحيًا”
للمزيد إقرأ أيضًا:
- دراسة إسرائيلية: تركيا وأوروبا تمولان مؤسسات المجتمع المدني في القدس الشرقية
- تاريخ بني براك: تهجير وتطهير عرقي- قرية الخيرية
- أغرب أساطير اليهود “إسراء الحاخام شالوم شبازي” من اليمن إلى القدس: كوميديا “اليهود قادمون “
أما بنسبة لردة الفعل الأولي للمنظمات اليهودية الأوروبية علي رسالة هرتزل، فقد جاءت جميعها بالرفض مثل منظمة العهد الاسرائيلي العالمي في فرنسا، وفرعها بالنمسا واليهود الأرثوذوكس، وكذلك المكابيين وجمعيات المثقفين اليهود في لندن، فقد استمعوا إلي رسالته في أدب وبرود تام دون الإيحاء بأي رد فعل يدل علي الموافقه, وكان من اشد المعارضين الربانيين الإصلاحيين، وقد قالوا صراحة إن:
“اليهود ليسوا قومية، ولا ينبغي لهم أن يسعواإالي أن يصيروها “
كما انهم أقروا علي مبدأ أن:
“الله ليس لمكان خاص من الارض ولكن كل البلاد وكل الشعوب سواء عنده”
وأشاروا إلي أن السبي البابلي في القرن السادس ق.م، هو حدث باقِِ في تاريخ الحضارة، وليس تاريخ اليهودية فقط، وعليه فقد اعتبر أسلافهم وقتها أن الكتاب المقدس هو وطنهم حتي بعد عودة البعض من بابل إلي فلسطين مرة أخرى، بيد أن الأغلبية الساحقة بقيت في بابل. فعلي الرغم من أن اليهودية لم تكن متحدة بأرض، وليست متحققه في شعب، فقد كان إشعاعها كقوة روحية يتعاظم, بحسب رأي معرضي فكرة الصهيونية، فذكر الرابي اليعازر بن بيدات في القرن الثالث ق.م:
“إن القديس باركه الرب لم يترك اسرائيل وسط الامم إلا بهدف أن يهدي الناس، ومنذ هدم المعبد نزع حائط من حديد بين إسرائيل وأبيها الذي في السماوات”
أي أن في الوقت الذي لم تعد فيه اليهودية محاصرة في حدود قومية، حينها فقط بدأ الإشعاع الإيماني اليهودي في الانطلاق. وبناءًا علي ذلك زاد تأكد هرتزل إنه لا بد من أن يكون هناك قوة محركة للحركة الصهيونيه نحو إنشاء وطن علي أرض فلسطين غير الدين ولا الحنين الروحي، وإنما هي قوة الاضطهاد تحت شعار “معاداة السامية” والتي ستدفع اليهود إلي الهجره إلي فلسطين دون إكراه، وإنشاء إسرائيل الكبري، وقد كان ذلك هو المعني الحقيقي وراء شعار
“الي اورشليم في العام القادم”
وسرعان ما حققت هذه الاسطورة “معاداة السامية” أحلام هرتزل وبقيت دائمًا موضوعًا شائكًا علي مر العصور.
👏👏👏👏❤️❤️❤️
برافو يا روحي 💜
،،❤️❤️❤️👏👏👏👏👏