موسى بن عمران في القرآن
موسى بن عمران عليه السلام هو موسى بن عمران بن قاهث بن عازر بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام. جاءت قصة موسى عليه السلام في القرآن في عدة سور. وحسب رواية القرآن فقد عاش موسى في عصر الدولة الفرعونية، كما يذكر القرآن الكريم المحطات الرئيسية في قصة سيدنا موسى مثل انتشاله من النهر، وهروبه إلى أرض مدين، وكذلك الحديث في الوادي المقدس في أرض سيناء، والضربات العشر لمصر، وعبور بني إسرائيل البحر ، وتلقي الألواح على طور سيناء، وعبادة بني إسرائيل العجل الذهبي، واخيرًا التيه في صحراء سيناء.
موسى بن عمران في الخطط المقريزية
موسى بن عمران، و في التوراة عمرام بن قاهث بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن (صلوات اللّه و سلامه عليهم)، أمّه يوحانذ بنت لاوي، فهي عمة عمران والد موسى، ولد بمصر في اليوم السابع من شهر آذار سنة ثلاثين و مائة لدخول يعقوب على يوسف (عليهما السلام) بمصر، و كان بنو إسرائيل منذ مات لاوي بن يعقوب في سنة أربع و تسعين لدخول يعقوب مصر في البلاء مع القبط.
للمزيد إقرأ أيضًا: عقيدة الأرض عند اليهود وفي القانون الإسرائيلي “الأرض المستردة”| إسرائيل شاحاك 3
و ذلك أن يوسف (عليه السلام) لما مات في سنة ثمانين من قدوم يعقوب مصر، كان الملك إذ ذاك بمصر دارم بن الريان، و هو الفرعون الرابع عندهم، و تسميه القبط دريموس، فاستوزر بعده رجلا من الكهنة يقال له بلاطس، فحمله على أذى الناس و خالف ما كان عليه يوسف، و ساءت سيرة الملك حتى اغتصب كلّ امرأة جميلة بمدينة منف و غيرها من النواحي.
فشق ذلك من فعله على الناس و همّوا بخلعه من الملك، فقام الوزير بلاطس في الوساطة بينه و بين الناس و أسقط عنهم الخراج لثلاث سنين، و فرّق فيهم مالا حتى سكنوا، و اتفق أن رجلا من الإسرائيليين ضرب بعض سدنة الهياكل فأدماه، و عاب دين الكهنة، فغضب القبط و سألوا الوزير أن يخرج بني إسرائيل من مصر، فأبى.
وكان دارم الملك قد خرج إلى الصعيد، فبعث إليه يخبره بأمر الإسرائيلي وما كان من القبط في طلبهم إخراج بني إسرائيل من مصر، فأرسل إليه أن لا يحدث في القوم حدثا دون موافاته، فشغب القبط و أجمعوا على خلع الملك و إقامة غيره، فسار إليهم الملك و كانت بينه و بينهم حروب قتل فيها خلق كثير، ظفر فيها الملك و صلب ممن خالفه بحافتي النيل طوائف لا تحصى، و عاد إلى أكثر مما كان عليه من ابتزاز النساء و أخذ الأموال و استخدام الأشراف الوجوه من القبط و من بني إسرائيل، فأجمع الكلّ على ذمّه.
للمزيد إقرأ أيضًا: نقد قصة الخلق في التوراة | خلق العالم والإنسان
واتفق أنه ركب في النيل فهاجت به الريح و أغرقه اللّه و من معه، و لم توجد جثته إلّا عند شطنوف. فأقام الوزير من بعده في الملك ابنه معاديوش، وكان صبيًا، و يسميه بعضهم معدان، فاستقام الأمر له و ردّ النساء اللاتي اغتصبهنّ أبوه، و هو خامس الفراعنة، فكثر بنو إسرائيل في زمنه و لهجوا بثلب الأصنام و ذمّها، و هلك بلاطس الوزير و قام من بعده في الوزارة كاهن يقال له أملاده، فأمر بإفراد بني إسرائيل ناحية في البلد، بحيث لا يختلط بهم غيرهم، فأقطعوا موضعا في قلبيّ مدينة منف، صاروا إليه وبنوا فيه معبدا كانوا يتلون به صحف إبراهيم (عليه السلام).
فخطب رجل من القبط بعض نسائهم فأبوا أن ينكحوه، و قد كان هويها. فأكبر القبط فعلهم و صاروا إلى الوزير و شكوا من بني إسرائيل و قالوا: هؤلاء قوم يعيبوننا و يرغبون عن مناكحتنا، و لا نحب أن يجاورونا ما لم يدينوا بديننا. فقال لهم الوزير:
قد علمتم إكرام طوطيس الملك لجدّهم و نهر اوشمن بعده، و قد علمتم بركة يوسف حتى جعلتم قبره وسط النيل فأخصب جانبا مصر بمكانه، و أمرهم بالكف عن بني إسرائيل، فأمسكوا إلى أن احتجب معدان و قام من بعده في الملك ابنه اكسامس الذي يسميه بعضهم كاسم ابن معدان بن الريان بن الوليد بن دومع العمليقيّ، و هو السادس من فراعنة مصر، و كان أوّلهم يقال له فرعان، فصار اسما لكلّ من تجبر و علا أمره.
للمزيد إقرأ أيضًا: اليهود الحريديم أكبر تهديد على إسرائيل وليس العرب أو إيران
وطالت أيام كاسم و مات وزير أبيه، فأقام من بعده رجلا من بيت المملكة يقال له ظلما بن قومس، و كان شجاعا ساحرا كاهنا كاتبا حكيما دهيا متصرّفا في كل فنّ، و كانت نفسه تنازعه الملك، و يقال أنه من ولد أشمون الملك، و قيل من ولد صا. فأحبه الناس، و عمر الخراب و بني مدنا من الجانبين، و رأى في نجومه أنّه سيكون حدث و شدّة، و سكا القبط إليه من الإسرائيليين فقال:
هم عبيدكم. فكان القبطيّ إذا أراد حاجة سخّر الإسرائيليّ و ضربه فلا يغير عليه أحد و لا ينكر عليه ذلك. فإن ضرب الإسرائيليّ أحدا من القبط قتل البتة، و كذلك كانت تفعل نساء القبط بالنساء الإسرائيليات، فكانت أوّل شدّة و ذلّ أصاب بني إسرائيل و كثر ظلمهم و أذاهم من القبط، و استبدّ الوزير ظلما بأمر البلد كما كان العزيز مع نهراوش.
وتوفي اكسامس الملك، فأنّهم ظلمًا بأنه سمّه، تركب في سلاحه و أقام لاطس الملك مكان أبيه، و كان ابنه جريئا معجبا، فصرف ظلما بن قومس عما كان عليه من خلافته، و استخلف رجلا يقال له لاهوق من ولد صا، و أنفذ ظلما عاملا على الصعيد وسير معه جماعة من الإسرائيليين، و زاد تجبره و عتوّه، و أمر الناس جميعا أن يقوموا على أرجلهم في مجلسه، و مدّ يده إلى الأموال و منع الناس من فضول ما بأيديهم، و قصرهم على القوت، و ابتز كثيرا من النساء و فعل أكثر مما فعله ملك تقدّمه، و استعبد بني إسرائيل فأبغضه الخاص و العام.
للمزيد إقرأ أيضًا: أرض جاسان| سكنى بني إسرائيل في مصر زمن يوسف
وكان ظلما لما صرف عن الوزارة و خرج إلى الصعيد، أراد إزالة الملك و الخروج عن طاعته، فجبى المال و امتنع من حمله، وأخذ المعادن لنفسه و همّ أن يقيم ملكا من ولد قبطرين و يدعو الناس إلى طاعته، ثم انصرف عن ذلك و دعا لنفسه، و كاتب الوجوه و الأعيان، فافترق الناس و تطاول كل واحد من أبناء الملوك إلى الملك و طمع فيه، و يقال أنّ روحانيا ظهر لظلما و قال له: إن أطعتني قلدتك مصر زمانا طويلا، فأجابه و قرّب إليه أشياء منها غلام من بني إسرائيل، فصار عونا له.
و بلغ الملك خبر خروج ظلما عن طاعته، فوجّه إليه قائدا قلده مكانه و أمره أن يقبض على ظلما. و يبعث به إليه موثقا، فسار إليه و خرج ظلما للقائه وحاربه فظفر به و استولى على ما معه، فجهز إليه الملك قائدا آخر فهزمه و سار في إثره و قد كثف جمعه، فبرز إليه الملك واحتربا، فكانت لظلما على الملك، فقتله و استولى على مدينة منف و نزل قصر المملكة.
للمزيد إقرأ أيضًا: بردية الخروج.. هل تروي بردية إيبوير قصة خروج بني اسرائيل من مصر؟