سر كراهية هنري فورد واليهود وسر كتابه “اليهودي العالمي”؟: ولد هنري فورد مؤسس شركة فورد للسيارات Ford Motor Company عام 1863، في ولاية ميتشجان الأمريكية، وعلى الرغم من أن فورد لم يخترع السيارة أو نظام التجميع، لكنه طوّر وصنع أول سيارة استطاع العديد من الأمريكيين من الطبقة الوسطى اقتناءها. وبذلك، حوّل فورد السيارة من تحفة باهظة الثمن إلى وسيلة نقل عملية من شأنها أن تحدث تأثيرًا عميقًا على المشهد العام في القرن العشرين.
بصفته مالك شركة فورد لصناعة السيارات، أصبح واحدًا من أشهر وأكثر الأشخاص ثراءً في العالم. يُنسب إليه مبدأ «الفوردية» الذي يعني الإنتاج الضخم للسلع الرخيصة المُقترن مع الأجور المرتفعة للعمال. كان لدى فورد رؤية عالمية بأن حماية المستهلك هي مفتاح السلام. كما نتج عن التزامه الشديد بخفض التكاليف بشكل ممنهج إلى العديد من الابتكارات التقنية والتجارية.
هنري فورد واليهود
كان فورد معروفًا أيضًا بمناهضة الحرب خلال السنوات الأولى للحرب العالمية الأولى، لكنه شجع على كتابات مُعادية لليهود- بما فيه بروتوكولات حكماء صهيون- من خلال صحيفته “ديربون إندبندنت”، ومن خلال كتاب «اليهودي العالمي»، الذي زُعم أنه كان له تأثير على تطور النازية وأدولف هتلر.
للمزيد إقرأ أيضًا:
- سر العداء بين هرتزل وآل روتشيلد: “خطاب هرتزل إلى آل روتشيلد”
- جنرال في الجيش الإسرائيلي: كارثة حرب 73 ليست بشيء مقارنة بالحرب القادمة
- أفضل التطبيقات والمواقع لتعلم اللغة العبرية في 2019
هنري فورد واليهود في كتابه “اليهودي العالمي”
بعد أن وصل فورد إلى قمة عالم الأعمال شعر أن هناك جهودًا جبارة لاغتصاب أعماله ونجاحه العالمي، والتلاعب به بين أيدي المضاربين بالأموال، وقد شعر فورد بأن كل هذا يدار بأيدي كبار الممولين اليهود.
لذا؛ استدعى إلى مكتبه أمهر الباحثين الذين يعرفهم، وأوكل إليهم مهمة كتابة دراسة شاملة عن “اليهودي العالمي”، وقد نشر ما توصلوا إليه في صحيفته “ديربورن إندبندنت”، والتي كانت تابعة لشركات فورد، وقد أنفق ملايين الدولارات على هذا المشروع.
نُشرت هذه المقالات في البداية في صحيفة “ديربورن إندبندنت”، ثم جُمعت بعد ذلك في كتاب. يبدأ الكتاب بـنص من بروتوكول حكماء صـهيون، وهو البروتوكول السـابع والـذي يتحدث عـن إرغام حكومات الأغيار (الجوييم كما يسـميها اليهود) على تشجيع الخطط الشـاملة لليهود؛ وذلك عـن طريق فـرض ضـغط عن طريق وسائل الإعلام التي يسيطرون عليها.
هنري فورد واليهود في الولايات المتحدة الأمريكية
كما تحدث الكتاب عن كيفية وصول اليهود إلى الولايات المتحدة الأمريكية، والذي يعتقد أنه بدأ بوصول كولومبس إلى الولايات المتحدة حيث كان معه على متن السـفينة خمسة من اليهود من ذوي النفوذ، الذين سـاعدوا كولمبس على المضي بهذه الرحلة من خلال إغـواء الملكة إيزابيلا بالـذهب، الذي سـوف تحصل عليه إذا ما وصل كولومبس لأمريكا .
بـدأ اليهود يهاجـرون إلى الولايات المتحدة، وبالأخص إلى المستعمرة الهولندية ( نيويورك). وفي البدايـة لم يوافق حاكم الولاية على الهجرة، ولكنه أرغم على ذلك بسـبب موقف مدراء شـركة الهند الهولندية، الذين أعلنوا في قرارهم أن من أسباب قبول اليهود هو ضخامة رؤوس الأموال التي يملكونها في الشركة .
ولكنهم مُنعوا من التوظـيف في الوظائـف الحكومية، كما يشير الكتاب إلى أن اليهود قد جعلوا من ميناء نيويورك الميناء الرئيس والأهم في الولايات المتحدة؛ لذلك استقر غالبية اليهود فيها، حتى أنهم وصـفوها بأرض الميعاد، وأطـلقوا على جبـال روكي “جبال صهيون”.
هنري فورد واليهود والتجارة
فيما يخص التجارة، يشير الكتاب إلى أنه في أيام جورج واشنطن لم يكن عدد اليهود يـزيد عن أربعة آلاف يهودي، وكان أغلبهم من أنجح وأعظم التجار، وقد سـيطروا على معظم التجارة الحيوية أو شبه الحيوية؛ مثل العمل بالمسارح ودور السينما والإنتاج السينمائي وصـناعة الأحذية، كما سيطروا على 50 % من تـجارة اللحوم المعلبة والزيوت والفولاذ والصحف والمجلات .
وينتهي الفصل الأول من الكتاب بخلاصة، أن المواطن الأمريكي أو الأوروبي لا يمكن أن يرى الآخر إلا بواسطة نظارات يهودية، دلالة على عظم سيطرة اليهود .
هنري فورد واليهود “زوايا النفوذ اليهودي”
يأتي الفصل الثاني من الكتاب تحت عنوان “زوايا النفوذ اليهودي”، والذي يبدأ أيضاً ببرتوكول حكماء صهيون، ويتحدث عن رفع الأجور وتحطيم موارد الإنتاج، عن طريق نشر الآراء الفوضوية في صفوف العمال، ونشر المشروبات الروحية وإبعاد القوى المثقفة عن البلاد من غير اليهود .
كما اعتبر الكتاب أن العمال هم الزاوية الأولى من زوايا النفوذ اليهودي، حيث كان العامل الأمريكي يحب عمله قبل دخول اليهود، ثم تغير الأمر من فكرة جني الأرباح إلى فكرة ابتزاز الناس، من أجل الحصول على المال، لأن الغاية عندهم تبرر الوسيلة، وكانت غايتهم الحصول على المال بأية طريقة كانت.
كما تناول الكتاب سيطرة اليهود على الكنيسة، وأن اليهود غـزو بأفكارهم وبرامجهم الاشتراكية الهدامة مئات الكنائس، كما حذر رجال الدين بأن عليهم أن يدركوا أن سـبعة أثمان ما يتحدثون به هو من إعداد أساتذة الاقتصاد اليهود. التي سـيطر اليهود على عقائدها عن طريق حركة التحرر المسماة بـ ( الليبرالية ) المزعومة.
وجاء الفصل الثالث من الكتاب تحت عنوان: “هـل هم ضـحايا أم جبابرة ؟”؛ حيث يقول أن اليهود منذ أن بـدءوا بالانتشار في العالم، كانوا يسكنون في مجتمعات مستقلة، أي أنهم كانوا يعملون من أنفسهم كما يدّعون أمة داخـل أمة، وتقوم جنسيتهم على أسـاس مزدوج من العنصرية والـدين. ثم يقول المؤلف أنه لا يجب أن تعيـش أمة داخـل أمة، فإما أن تندمج معها أو تنتقل مكونة أمة مستقلة لها السلطة والقوة.
ويتناول الكتاب في آخر جزء من الفصل تحت عنوان “اليهود يعارضون الأمركة”؛ كيف يظهر اليهود للعالم بـأنهم محارَبون من خلال مصطلح “العداء للسامية”، ويـرى أن اليهود هم الذين فرضوا على أنفسـهم العزلة من خلال العيـش في أماكن منعزلة “الجيتو “، ويـقول أن اليهود يعارضون الأمركة، أي الدخول في المجتمع الأمريكي والذوبان فيه وهم يحاربون كل مدنية ممكن أن تذيبهم. ويضيف لم يجرؤ أي رئيـس للولايات المتحدة على أن يضـمن خطابه الأول صفحات من العهد الجديد مخافة التعرض لسخط اليهود.
لمعرفة المزيد من التفاصيل حول هذا الكتاب، والذي لا يوجد مجال هنا لسرد أفكاره كاملة، أرشح لكم هذا الكتاب بشدة للقراءة، وسوف تجدون رابط تحميله في نهاية المقال.
ردود الأفعال على كتاب “اليهودي العالمي”
عندما وصل الكتاب إلى أيدي العامة، جن جنون اليهود، وتعرض هنري فورد وشركته إلى سيل من حملات الانتقام والإساءة، مثل تلطيخ السمعة واغتيال الشخصية والسخرية والتهديد البدني والمقاطعة، كما مورست ضده ضغوط لإيقاف نشر مقالات “اليهودي العالمي”.
ثم جاء الأمر بإيقاف طباعة الكتاب وتدمير كل النسخ المتاحة منه، وسرعان ما ذهب اليهود وأتباعهم إلى المكتبات، واشتروا جميع نسخ الكتاب وأحرقوها، كما تسلل اللصوص إلى المكتبات وسرقوا التقارير، مما جعل الكتاب نادرًا وغير موجود، وأصبح يعد من المقتنيات، إلى أن تم إعلان اعتذار هنري فورد عن كتاب “اليهودي العالمي”، وإلقاء اللوم على مساعديه.
على الرغم من ذلك يذكر جيرالد ك. ل. سميث كاتب مقدمة أحد نسخ كتاب “اليهودي العالمي”، أنه قابل هنري فورد في إحدى المناسبات الشخصية، وقد ذكر له بأنه لم يعتذر عن كتابه “اليهودي العالمي”.
وقد أنهى سميث مقدمته الشيقة عن الكتاب، وظروف كتابته، وردود الأفعال حوله، بقوله: “أنا اتفق تمامًا مع السيد فورد في أحكامه وقناعاته، التي تقول بأن أمريكا والعالم بحاجة إلى معرفة الحقيقة، فالحقيقة ستحررنا من كل مكائد اليهود”.
هنري فورد واليهود هنري فورد واليهود
لتحميل كتاب “اليهودي العالمي.. المشكلة العالمية الأولى” لـ هنري فورد