أصل الاسم “ناطوري كارتا” من اللغة الآرامية بمعنى “حراس المدينة”، وهي مجموعة صغيرة من اليهود الأرثوزكس المتدينين “الحريديم“، والمعروفة بمعارضتها الشديدة لوجود إسرائيل وللحركة الصهيونية، حيث يؤمن أعضاء “ناطوري كارتا” بأن وجود دولة يهودية قبل مجيء المسيح ليس شرعيًا، كما يرون في إقامة الدولة ووجودها بمثابة “استفزاز للأمم” ومن شأنه التسبب في إراقة الدماء والحروب والعنف.
يوجد معظم اعضاء “ناطوري كارتا” في إسرائيل، حيث تعيش حوالي (400 عائلة) في مائة شعاريم في القدس، والتي تشكل مركز الطائفة، بالإضافة إلى حوالي (100 عائلة) في بيت شيمش، وحوالي (100 عائلة) في نيويورك ولندن. ويشتهرون بكثرة احتجاجهم على وجود دولة الاحتلال، وعلى تدنيس السبت واحتجاجاتهم على التيارات الحريدية الاخرى، كما يدعو بعض اعضاء “ناطوري كارتا” إلى إقامة دولة فلسطينية بدلاً من دولة إسرائيل.
للمزيد إقرأ أيضًا:
- مسلسل “النهاية” يجسد حلم تحرير القدس وإسرائيل تعترض
- جنرال في الجيش الإسرائيلي: كارثة حرب 73 ليست بشيء مقارنة بالحرب القادمة
- المسلسل الإسرائيلي المثير للجدل “اتونوميا- منطقة حكم ذاتي” الحلقة الأولى مترجمة إلى العربية
تاريخ جماعة ناطوري كارتا
كانت بداية جماعة ناطوري كارتا في عام 1935، عندما تقاعد الحاخام عمرام بلاو ( من يهود المجر)، والحاخام أهارون كاتزينلنبوجن (من يهود ليتوانيا) وآخرين من جماعة “أجودات إسرائيل” بسبب اختلاف فكري. وشكلوا مجموعة تسمى “مجتمع الحياة”. في عام 1938 أصدرت المجموعة إعلانًا ضد ضريبة “كوفير هيشوف” التي فُرضت على بعض السلع لدعم عصابات الهاجاناة، وقعته باسم “ناطوري كارتا”، والتزمت منذ ذلك الحين بهذا اللقب.
علاقة ناطوري كارتا بالصهيونية وإسرائيل
تحرم جماعة “ناطوري كارتا” وفقًا لتفسيرات بعض الحاخامات من أمثال حاييم اليعازر شفيرا ويوئيل تيتلبويم وغيرهم، قيام دولة يهودية قبل مجيء المسيح، لدرجة أن منهم من يصف نفسه كمواطن فلسطيني وليس كمواطن إسرائيلي.
ترتكز مبادئ جماعة “ناطوري كارتا” الفكرية على ما جاء في التلمود البابلي، والذي يُعرف بـ “الوعود الثلاثة” التي تفسر ما جاء في التوراة في سفر “نشيد الانشاد”، والتي تتعلق بوعود بين إله إسرائيل والشعب اليهودي وأمم العالم والتي حدثت عندما تم نفي اليهود، والتي تنص على:
- أن اليهود يجب ألا يقوموا بالثورة على الشعوب غير اليهودية والتي منحتهم مأمن ومأوى، كما هو الحال في سماح الدولة العثمانية لهم بالوفود والإقامة في فلسطين، وكذلك الأمر فيما يخص اتفاقية فيصل-وايزمان.
- على اليهود ألا يقوموا بهجرات جماعية إلى فلسطين، وفي المقابل تنص الاتفاقية على أن الأمم غير اليهودية تعد بألا تضطهد اليهود بشكل قاسي.
استمرت معارضتهم لـ “دولة” إسرائيل والصهيونية تحت قيادة حاخامهم أمرام بلاو، ترفض هذه الطائفة دفع الضرائب ل”دولة” إسرائيل حيث أنهم لا يعترفون بها، وصل الأمر بهذه الطائفة إلى أنهم لا يقبلون لمس أي عملة ورقية أو نقدية تحمل صور وشعارات للحركة الصهيونية. كما لا يقترب أعضاء هذه الطائفة من حائط البراق حيث يعتقدون بأنه تم تدنيسه من قبل الصهاينة ومصالحهم، مما يجدر ذكره أن زعيم هذه الطائفة خدم كوزير لشؤون اليهود في عهد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
كما اشترك عضوان من هذه الطائفة بالصلاة على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في باريس وفرنسا، كما اشترك الحاخام موشيه هيرش في جنازته.
علاقة “ناطوري كارتا” بإيران
في عام 2005 قام يسرول دوفيد ويس زعيم هذه الطائفة بالإدلاء بتصريحات تنتقد الهجوم اليهودي على الرئيس محمود أحمدي نجاد. حيث صرح بأن تصريحات أحمدي نجاد لم تدل على أحاسيس معادية لليهود بل كانت رغبة بالوصول إلى عالم أفضل وأكثر أماناً، كما كانت إعادة تأكيد لمعتقدات وتصريحات آية الله الخميني والذي كان يركز على احترام وحماية اليهود واليهودية. وفي 2006 زار عدد من أعضاء هذه الطائفة والتقوا برجال الدولة الإيرانيين وأشادوا بمقولة الرئيس أحمدي نجاد أن “دولة” إسرائيل يجب أن تمحى من التاريخ، كما قالوا بأنهم لم ينزعجوا من إنكار أحمدي نجاد للهولوكوست.
كذلك علق الحاخام ويس في مقابلة له قائلاً: “يستغل الصهيونيون مسألة الهولوكوست لتحقيق أهدافهم، نحن اليهود الذين قتلنا في المحرقة يجب أن لا نستغلها لتحقيق مآربنا…. ما نريده ليس فقط الانسحاب إلى حدود 67 بل عودة الدولة كاملة إلى حكم الفلسطينيين، ونستطيع نحن أن نعيش معهم”.