تناول الصحفي في الصحيفة الإسرائيلية هآرتس زولتان نيمث قرار المحكمة الجنائية الدولية (ICC) بإصدار مذكرات اعتقال ضد رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف جالانت. وهو القرار أثار موجة من الغضب والجدل في إسرائيل وفي أنحاء مختلفة من العالم في الأوساط اليهودية. ففي الوقت الذي يعتبره البعض هجوماً على إسرائيل ومحاولة للانتقاص من حقوقها، يرى نيمث أن القرار ليس متصلاً بالمعاداة للسامية، بل هو خطوة نحو تطبيق العدالة الدولية.
القرار وتبعاته في الإعلام الإسرائيلي والعالمي
في الأيام الماضية، نشرت العديد من الصحف الإسرائيلية والدولية تغطيات واسعة حول القرار. بعض الصحف الإسرائيلية، مثل يديعوت أحرونوت وهآرتس، أوردت ردود فعل غاضبة من المسؤولين الإسرائيليين، الذين اعتبروا القرار هجوماً على السيادة الإسرائيلية ومحاولة لتحويل القادة الإسرائيليين إلى أهداف في محكمة دولية. كما تم التلميح إلى أن القرار يأتي في وقت حساس بالنسبة للأمن الوطني الإسرائيلي، حيث تزداد التوترات في المنطقة.
في المقابل، الصحف الغربية مثل نيويورك تايمز وفاينانشال تايمز كانت أكثر موضوعية في معالجة القضية. فقد تناولت هذه الصحف مسألة العدالة الدولية بشكل عام، مشيرة إلى أن المحكمة الجنائية الدولية تختص بمحاكمة جرائم الحرب، وموضحة أن القرار ليس موجهًا ضد إسرائيل بشكل خاص، بل ضد من يتم تورطهم في جرائم حرب، بغض النظر عن هويتهم أو جنسيتهم.
التغطية الإعلامية للمعاداة للسامية والعدالة الدولية
في العديد من الصحف، بما في ذلك هآرتس وجيروزاليم بوست، تم طرح تساؤلات حول ما إذا كان هذا القرار يشكل نوعاً من المعاداة للسامية، أو إذا كان جزءاً من حملة تهدف إلى تشويه صورة إسرائيل في الساحة الدولية. بعض المقالات انتقدت ردود الفعل السلبية التي تتهم قرار المحكمة بأنه “دمغ إسرائيل بمعاداة السامية”، مشيرة إلى أن هذا المنطق قد يستخدم لتبرير أي شكل من أشكال التصرفات غير القانونية من قبل الدولة.
في الوقت نفسه، أشار البعض إلى ضرورة التفرقة بين نقد سياسة الحكومة الإسرائيلية وبين معاداة السامية. وفقاً لهذه الرؤية، فإن الدفاع عن العدالة والحقوق الإنسانية لا ينبغي أن يتعارض مع دعم حق إسرائيل في الوجود، لكن يجب أن تكون هناك مساءلة قانونية للانتهاكات إذا حدثت.
موقف الصحف الإسرائيلية والدولية تجاه العدالة والمحاسبة
من ناحية أخرى، تبنت بعض الصحف الإسرائيلية مواقف تشير إلى ضرورة الدفاع عن إسرائيل بشكل غير مشروط، مشيرة إلى أن أي الهجوم على القادة الإسرائيليين قد يضعف موقف البلاد على الساحة الدولية. ومع ذلك، كانت هناك أصوات أخرى، مثل تلك التي ظهرت في هآرتس ومعاريف، ومنها زولتان نيمث التي دعت إلى ضرورة تعزيز مفاهيم العدالة الدولية والمحاسبة، حتى لو كانت في حالات تتعلق بإسرائيل. هذا التوجه اعتبر أن إسرائيل كدولة “ديمقراطية” يجب أن تكون على استعداد للقبول بالمحاسبة الدولية وأن تسعى لتوضيح مواقفها بخصوص أي اتهامات محتملة.
المصادر:
- يديعوت أحرونوت (Yedioth Ahronoth), تقرير عن ردود الفعل الإسرائيلية.
- هآرتس (Haaretz), التحليل القانوني للمحكمة الجنائية الدولية.
- نيويورك تايمز (The New York Times), تعليق حول العدالة الدولية.