هرتزل والسلطان عبد الحميد الثاني| قصة أول آلة كاتبة عربية: تذكر العديد من المصادر أن “ثيودور هرتزل” صاحب فكرة إقامة الكيان الصهيوني كان له تعاون مع شركة ريمينجتون، والمستشرق الصهيوني ريتشارد جوثيل لإنتاج أول آلة كاتبة عربية لكي يقدمها للسلطان عبدالحميد طمعًا منه في الحصول على موافقته بإنشاء دولة اليهود في فلسطين، الأمر الذي لم يقدر له الحدوث وقتها. وقد عثر بالفعل على آلة كاتبة ريمنجتون (Model 7) ضمن ممتلكات السلطان عبد الحميد في قصر يلدز.
هرتزل والسلطان عبد الحميد الثاني
كان هرتزل يعلم جيداً أن الطريق إلى فلسطين يمرّ عبر السيطرة على السلطان العثماني، ولهذا فكر في أن يقدّم له هدية لا يوجد لها مثيل في تركيا أو في العالم العربي والإسلامي، والتي كانت عبارة عن أول آلة كاتبة بالحروف العربية، عندما كانت اللغة التركية العثمانية تُكتب بالحروف العربية.
إقرأ أيضًا: قصة أول مستوطنة يهودية في فلسطين “بتاح تكفا”
في عام 1901، أرسل هرتزل رسالة إلى الوزير إبراهيم غازي بيه، أحد المقربين من السلطان، والمسؤول عن تقديم السفراء الجدد أمامه، أخبره فيها أنه يريد أن يهدي السلطان هدية ليس لها مثيل في الدولة العثمانية، وهي عبارة عن أول آلة كاتبة بحروف عربية، أشرف على تدقيقها بروفيسور في اللغات الشرقية من جامعة نيويورك.
استمرت فترة إنتاج الآلة الكاتبة فترة أطول من المخطط له، وكان هرتزل يتمنى الحصول عليها وإهدائها إلى السطان العثماني قبل انعقاد المؤتمر الصهيوني الخامس، بهدف الحصول منه على مقابل لهديته، على الأقل “وعد صهيوني” يمكن أن يزفه إلى المشاركين في فعاليات المؤتمر، إلا أن بطء عملية الإنتاج والصعوبات التي واجهتها عملية نقل الآلة الكاتبة من نيويورك إلى فيينا، أصابته بالإحباط.
شاهد أيضًا: المسلسل الاسرائيلي “طهران” الحلقة الخامسة|| مترجمة إلى العربية הסדרה טהרן פרק 5
وقد كانت نهاية هذه القضية سيئة بالنسبة إلى هرتزل، إذ رفض السلطان العثماني قبول هديته فكتب له هرتزل خطاباً قال فيه: “تضررت جداً بسبب رفضكم قبول هديتي”.
لم تكن محاولة هرتزل هي الأولى، حيث يُعتقد أن أول لوحة مفاتيح عربية كانت من ابتكار سليم حداد وفيليب واكد، وهما مخترعان سُورِيا الأصل كانا يعيشان في مصر. سليم حداد الرسام، والمخترع المعروف في ذلك الوقت، كان يمتلك أيضًا وكالة توزيع آلات كاتبة في مصر. ولعل هذا يفسر تركيزه وهو وصديقه على اختراع الآلة الكاتبة العربية، نظرًا للعائد المادي الذي كانا يتوقعاه.
جاء في كتاب Global Middle East أن أول ذكر للآلة الكاتبة كان في مجلة المقتطف في القرن التاسع عشر. لكن يبدو أن المقالات كانت تتحدث عن فوائد الآلة الكاتبة، دون أي ذكر لوجود آلات كاتبة عربية والتي يبدو أن دخولها للمنطقة العربية تأخر كثيرًا مقارنة بأوروبا والولايات المتحدة.
إقرأ أيضًا: تظاهرات في إسرائيل ضد “اليهود قادمون”؟!
ربما يرجع هذا إلى تعقيد كتابة اللغة العربية، حيث إن تشابك الحروف وتغير أشكالها حسب موضعها في الكلام مقارنة باللغات التي تستخدم الأبجدية اللاتينية، يزيد عدد الأشكال لكل حرف من واحد إلى ثلاثة وكل هذه يجب أن توضع داخل الآلة بالإضافة إلى توفير ميكانيكية معينة لاختيار الشكل المراد طباعته، وهذه معضلة تقنية كان على الكثير من الناس التفكير بها.