هل العبرانيون هم اليهود؟
هل العبرانيون هم اليهود؟ عرف اليهود على مر العصور باسماء عدة، والتي من أهمها الإسرائيليون، واليهود، والعبرانيين، والصهاينة أو الصهيونيون، وفي هذا المقال نوضح الفرق بين هذه المصطلحات، لكي يمكننا الإجابة على السؤال: هل العبرانيون هم اليهود؟:
العبرانيون
تعد هذه التسمية من أقدم التسميات التي تسمى بها اليهود، وذلك إما نسبة إلى نبي الله إبراهيم عليه السلام، المنعوت في التوراة بـ إبراهيم العبراني، باعتباره أول من عبر نهر الأردن أو الفرات، أو نسبة إلى عابر بن سام بن نوح، الجد السادس لـ إبراهيم عليه السلام، أو نسبة إلى موطنهم الأصلي، حيث إنهم كانوا من الأمم البدوية التي لا تستقر في مكان وتكثر الترحال، وهذا الرأي هو الأقرب إلى الصواب، لتناسبه مع طبيعة الشعب اليهودي، الذي ألف الغربة وعدم الاستقرار. مع العلم أن اليهود لا يرغبون بهذه التسمية، حيث إنها تذكرهم بماضيهم العتيد وهي البداوة.
الاسرائيليون
نسبة إلى يعقوب عليه السلام، جد اليهود، ومعناه في العبرية صفي الله أو عبد الله، والكلمة مركبة من مقطعين، “إسرا”، والتي تعني عبد، و “إيل” وتعني إله.
- دوله فلسطينية في سيناء: حل أصيل مع ريفييرا أم أحلام صحراوية؟ 2
- دولة فلسطينية في سيناء| حل أصيل مع ريفييرا أم أحلام صحراوية؟ 1
- جيروزاليم بوست| كيف تحول حسن نصر الله من العدو المفضل لإسرائيل إلى رجل ميت
- القوة العسكرية وحدها لا تكفي| قراءة في استراتيجيات الصراع العربي الاسرائيلي
- مقال إسرائيلي| الديكتاتورية تحت ستار الحرب قراءة في سياسات نتنياهو وغالانت
وعلى هذا فإن هذه التسمية تعود إلى زمن يعقوب عليه السلام، وظلت مصاحبة لهم حتى زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم. أما اليهود المعاصرون فلا يمتون إلى نبي الله يعقوب عليه السلام بأية صلة، حيث إن معظمهم من سلالات أوروبية.
اليهود “اليهوديون”
نسبة إلى يهوذا أحد ابناء يعقوب عليه السلام، وهو من باب إطلاق الخاص على العام، وقيل هي من هاد يهود هودًا، أي إذا تاب ورجع نسبة إلى قوله تعالى على لسانهم “إنا هدنا إليك”. والرأي الثاني أرحج، حيث إن نسبتهم إلى يهوذا مقصورة على الذين من سبطي يهوذا وبنيامين، ولا تشمل بقية الأسباط العشرة.
إقرأ أيضًا:
- مسلسل اتونوميا “حكم ذاتي” الحلقة الخامسة مترجمة إلى العربية
- مترجم عبري| الفتاة وقدر الحليب הנערה וכד החלב
- تحميل رواية: حكاية بسيطة סיפור פשוט لـ شموئيل يوسف عجنون pdf
هذه التسمية أطلقت عليهم حينما نجح نبيي الله داود وسليمان عليهما السلام في إقامة مملكة في فلسطين عام 1000 ق. م، وقد كانت الأسرة الحاكمة تنتمي إلى قبيلة من العبريين تدعى سبط يهوذا؛ لذا فقد نسبت إليها الرعية كلها، وأصبحوا يسمون اليهود، وقيل أطلقت عليهم في عام 538 حينما احتل قوروش ملك الفرس بلاد بابل، فأطلق الفرس على شعب يهوذا اسم اليهود، وأطلقوا على عقيدتهم اسم اليهودية.
الصهاينة (الصهيونيون)
نسبة إلى جبل صهيون، الذي يقع جنوب بيت المقدس، مع العلم أن هذه التسمية لا تطلق على كل اليهود، بل تطلق على فئة خاصة تركت كل شيء وحملت حقائبها ورحلت إلى فلسطين.
بني إسرائيل أحب الاسماء إلى اليهود
أحب الاسماء إلى اليهود، هو “بني إسرائيل“، حيث إنه يذكرهم بمكانتهم عند الله تعالى؛ ولذا تراهم قد أطلقوا هذا الاسم على دولتهم المزعومة. أما اسم “الصهيونية” فقد ارتبط بالفكر العنصري المتزمت، الذي يدعو إلى اغتصاب الأرض، والاستيلاء على حقوق الغير، كما أن اسم “العبرانية” يذكرهم بعصر الضعف والبداوة، لذلك كره الإسرائيليون أن يشتهروا بهذين الاسمين.