مقالات مشابهة
رحل عن عالمنا يوم السبت الماضي وزير الزراعة الأسبق، وصاحب أطول فترة لتولي هذا المنصب، الوزير يوسف والي، عن عمر يناهز 90 عامًا، تاركًا خلفه إرثا طويل من الاتهامات، بين تطبيع بسبب أصول يهودية، والتسبب في إدخال مواد مسرطنة بالمبيدات الحشرية التي يستخدمها الفلاح.
اتهم يوسف والي بالعديد من الاتهامات كان أشهرها التطبيع مع إسرائيل، واستند البعض إلى أن اسمه يشير إلى أصوله اليهودية، إلا أنه أكد أن عائلته أصولها عربية مسلمة في أكثر من مناسبة.
يوسف والي السيرة الذاتية
ولد يوسف والي ميزار عام 1931م، وتخرج في كلية الزراعة جامعة القاهرة عام 1951، وحصل على الدكتوراه عام 1958، وعمل كأستاذ في قسم البساتين، إلى أن بدأ العمل السياسي في عام 1962م، عندما عُين مستشارًا للحكومة الليبية، ثم مستشارا علميا للقوات المسلحة المصرية عام 1968.
عُين نائبًا لرئيس الوزراء لقطاع الزراعة في عام 1971، وفي أغسطس 1982م عُين وزيرًا للزراعة، ولم يترك المنصب إلا بعد تولي أحمد نظيف رئاسة الحكومة في 9 يوليو 2004م.
للمزيد إقرأ أيضًا:
- المسلسل الإسرائيلي شتيزل وسر الاهتمام العالمي
- مريم جميلة: لماذا تركت اليهودية واعتنقت الإسلام؟
- المسلسل الاسرائيلي “طهران” الحلقة الخامسة|| مترجمة إلى العربية הסדרה טהרן פרק 5
أصبح عضوا في مجلس الشعب عن دائرة أبشواي، محافظة الفيوم منذ يناير 1984، وكان نائبًا لرئيس الحزب الوطني للشؤون الداخلية، وأمين عام الحزب من العام 1985م وحتى عام 2002.
هل يوسف والي يهودي؟
بسبب اسمه وهو يوسف والي موسى ميزار، أو “جوزيف أمين والي موشيه ميزار مزراحي”، ولكونه كذلك من أوائل المطبعين والمنفذين لسياسة التطبيع مع إسرائيل، أشار البعض إلى كونه من أصل يهودي.
في آخر حديث له لصحيفة “المصري اليوم” صرح يوسف والي قبل مرضه الأخير الذي تسبب في وفاته، عن حقيقة المزاعم بأنه حفيد لأحد اليهود المصريين، حيث لم يتمالك نفسه من الضحك والسخرية قائلاً: “هذه أكذوبة السنين بدأت بمداعبة مع أحد قيادات الإخوان عندما قال لي: هو حقيقي إن جدك يهودي؟ قلت له مازحًا: الإسلام يجُبّ ما قبله، فسألني مرة أخرى: يعني فعلًا جدك يهودي؟، فصمتُّ من فرط عدم جدوى الرد عليه!”.
واتهم والي جماعة الإخوان المسلمين بالترويج لهذه الشائعة، وهي أن اسم “ميزار”، وهو جد والي الأكبر الذي طاله هذا الاتهام، تمت تسميته تيمنًا بأحد شيوخ الصوفية، وهو الشيخ ميزار، وهو أحد أقطاب الطرق الصوفية من أتباع الطريقة الشاذلية، وله مقام معروف بالقرب من بحيرة قارون “مقام سيدي ميزار”، حيث تسود معتقدات لدي الكثير من أهالي مركز أبشواي بأن لهذا الشيخ كرامات كثيرة في علاج العقم للنساء، ويقومون بالتدحرج عند مقام الشيخ ميزار، وفي حالة إنجاب هذه السيدة تطلق اسم “ميزار” على المولود إذا كان ذكرًا.
كما صرح والي للمصري اليوم: “جدي موسى ميزار مدفون في الناحية الغربية من بحيرة قارون، ولم تربطهم بالشيخ ميزار أي صلة قرابة سوى أننا مسلمون، والشيخ ميزار من أقطاب الطرق الصوفية التي قدمت إلى مصر من دولة المغرب، واستقرت في الفيوم حول ضفاف بحيرة قارون، ودُفن فيها لأن أقطاب الطريقة الشاذلية يفضلون الحياة حول البحار، وهو ما يجعل مدينتي الإسكندرية والفيوم تجذبان الطريقة الشاذلية”.
كما أوضح يوسف والي أن اسم “ميزار” غير متداول على المستوى القومي، ولكنه من الأسماء الشهيرة في محافظة الفيوم، وأنه من المعروف أن هناك أسماء مشهورة متداولة في الفيوم، وهي لعائلات صوفية، مثل اسم “ميزار” في المنطقة المولود بها ومناطق طامية وسنورس وجزء من بندر مدينة الفيوم، حيث يسمى المولود تيمنًا باسم الشيخ الصوفي المتوفي منذ أيام دولة المماليك.
ومنها أسماء قامات سياسية مثل الدكتور صوفي أبوطالب، رئيس مجلس الشعب الأسبق، الرئيس المؤقت لمصر عقب اغتيال الرئيس السادات، والشيخ الثالث وهو الشيخ الروبي، وله مقام المبيضة بمركز الفيوم، بجوار مسجد قايتباي، ومن الأسماء الشهيرة التي انتسبت إلى الشيخ الروبي بمركز أطسا أحد زملاء الزعيم أحمد عرابي، وهو على باشا الروبي، وهو مدفون إلى جوار الشيخ الروبي، لذلك كانت الأسماء السائدة في مختلف العائلات تنتسب إلى الأسماء الثلاثة سواء أبناء أو آباء أو جدودًا.
يوسف والي وقضية المبيدات المسرطنة
في شهر يناير عام 2000 تقدم نائب مجلس الشعب السابق مصطفى بكري ببلاغ للنائب العام تحمل يوسف والى مسؤولية الموافقة على إدخال مبيدات تحتوى مركبات سرطانية للبلاد، وأن تلك المبيدات كانت سببا في انتشار أمراض الفشل الكلوى والكبدى، جراء تلوث الخضروات والفواكه عن طريق إضافة المبيدات والمواد الكيماوية المسرطنة الموجودة داخل الأطعمة بموافقة منه، على نحو ألحق أضرارا بالغة بصحة المواطنين.
بعد قيام ثورة يناير 2011، واجه يوسف والي اتهامات في قضية إدخال مبيدات مسرطنة إلى البلاد وإهدار 200 مليون جنيه على الدولة، تمثل قيمة فارق سعر قطعة أرض بجزيرة البياضية بالأقصر باعها لرجل الأعمال الهارب حسين سالم بمبلغ 9 مليون جنيه، بينما قيمتها الحقيقية 209 ملايين وفقا لتقديرات الخبراء.
في أعقاب ذلك سرت شائعة بهروب والي من مصر أعقبها انتشار أخبار عن تدهور صحته ونقله إلى المستشفى متأثراً بالالتهاب الرئوي الحاد الذي يعاني منه منذ عام ونصف.
